صارت 365 يوماً.
كم من كلماتٍ كنت أخبّئها في جعبتي عن هذه الأيّام الثلاثمائة والخمسة والستّين... الأيّام التي أذكرها بكلّ تفاصيلها كأنّما بالأمس حدثت، كأنّني أعيشها الآن... وقبلاً، ما كنت أصدّق قط أنّ سنةً بأكملها يمكن أن تمضي بغمضة عينٍ، بلمح البصر، كما أفعل الآن.
أعود إلى ما خطّته يدي في هذه المدوّنة حينذاك... إلى كلّ الأحداث التي نقلتها، وكلّ المشاعر التي عبّرت عنها. يصدمني ما كتبته. يصدمني ما كنتُ وما أصبحت؛ مقدارُ ما تغيّرت؛ تفاعلي مع الأشياء؛ صدقي حينذاك؛ وبشاعتي اليوم؛ نقطة التّحول تلك؛ ضياعي؛ انكساري الذي استحال تعوّداً ولامبالاة؛ حزني الذي أخبّئه جيّداً؛ رائحة كلّ هؤلاء الموتى؛ وحلمٌ كان اسمه ربيع بيروت.
في يومٍ كهذا، كان الأجدر بنا أن نكون عشّاقاً، وأن نهتف: سنةٌ مرّت مثل الحلم. مثل الكذب. مثل عبير الزّهر في أوائل نيسان. لكنّ الكلمات اليوم مشغولةٌ عن الحبّ بالرّقص على المنابر، وفوق ألسنة الخطباء، وفي طيّات الأغاني الوطنيّة... لا أعرف كيف أفسّر دمعةً سقطت رغماً عنّي. لعلّها كانت تلائم الجوّ الماطر في الخارج. ربّما لأنّ الدّموع فرضٌ مثاليّ في مثل هذه المناسبات. ربّما لأنّ هذه المفكّرة الإلكترونيّة قاسيةٌ أكثر من اللّزوم.
صارت الأيّام 365. ومن منّا بقي على حاله؟ أنا لم أفعل. ومن منّا ما يزال يحتفظ ببعض أمل؟ سئمت التّظاهر، أنا لا أفعل. ومن منّا ينسى أن يبتسم حين كلّ ما حوله يدعوه إلى السّواد؟ أنا... بدأت أفعل.
لذكرى من سقطوا بلا طائل، الدّمعة. للذّكرى فقط.
|
Eve,
Même après des années, je pense que ce deuil reste toujours présent dans notre mémoire.
L'absence, un peu de vide et puis cette mémoire présente pour nous rappeler cet événement.
Merci pour cet hommage