هنا، ألوذ في هدأة هذا الليل براحةٍ من قيظ النّهار. هنا، أحوك في الفكر خواطر، وأولّد على الشّفة بنات. هنا، ابتسامات حنين ترجّع صدى طفولةٍ نائية، وقصص حبّ طواها الزّمن. هنا، حلمٌ بغدٍ أجمل
الثلاثاء، شباط ٠٧، ٢٠٠٦
في جمال الصّدف
قبل بضعة أيّام، عندما قُرع الباب في المكتب وفتحته، بقيت لثوانٍ أنظر إلى الزّائر وهو ينظر إليّ. نسيت آداب التّرحيب بكلّ بساطة. ساد الصّمت لبرهة، وانتشر في الأجواء إحساسٌ بانعدام المنطق... إلى أن استدركنا الأمر أخيراً:
- إيف غ.! - علي م.!
لقد كنت أمام صديق الطّفولة الذي رافقني في مدرستي منذ نعومة أظافري، وهو الشّخص نفسه الذي لم أره منذ حوالى سبع سنوات!
لا أعرف كيف أصف الإحساس الذي انتابني. هكذا... بلحظةٍ واحدة، انتفت السّنوات السبع الماضية كأنّها لم تكن قطّ؛ فعدت فجأةً طفلةً صغيرة، وتذكّرتُ سنوات مراهقتي، وكل تلك التّفاصيل الصّغيرة الجميلة. كلّ ذلك بلحظةٍ واحدة فقط!
"علّوشي"، كنّا ندعوه! أو على الأقل قبل أن نكبر ونخجل ونردّ الأسماء إلى أصلها... علي الذي نتشاطر ذكريات المدرسة نفسها، منذ أوّل صفٍّ يرتاد فيه الأطفال المدارس، هو ومجموعةٌ ثابتة من الأسماء الأخرى... علي الذي تلقّيت عقابي الأوّل معه، لأنّني كنت في مرحلةٍ أنسى فيها كتبي باستمرار؛ ومع أنّه لا يذكر بالتّأكيد، لكنّه نسي عقابه حينها وتعاطف معي... علي الذي تحوّل بعدها إلى السّخرية منّي، لأنّها السّن التي يجدر بالفتيان فيها أن يسخروا من الفتيات... علي الذي اكتشف الأفكار الشّيوعيّة واكتشفناه نحن ثائراً ومجادلاً... الذي جعلنا نقلق عليه طويلاً لمّا اكتشفنا الورم في رأسه، والخسارة التي قد يكلّفنا إيّاها ذلك...
يا لعلي كم يحمل من رموز! يخبرني وأخبره، بمقدار ما يسمح لنا الوقت الضيّق والصّدفة الثّمينة. يحدّثني عن صديقٍ تزوّج وصار أباً، وآخر يعمل في إحدى دول الخليج؛ فيصعب عليّ أن أتصوّر أنّ أولئك الشّياطين الصّغار قد غدوا رجالا. أتذكّر النّزاعات التي كانت تدور بيننا، والسّؤال الذي لا يتغيّر: "نجماويّة أو أنصاريّة؟"، والانزعاج الذي كان يستبدّ ببعض الصّبيان لأنّه من المفترض أن أشجّع الفريق الذي ينتمي لطائفتي لا العكس... وأتذكّر الألسنة التي كانت تحوك الاتّهامات كلّما أمسك صبيّ بيد فتاة، أو نظر إليها من بعيد نظرةً ملؤها الارتباك... كنّا صغار، وكانت الدّنيا بحجم همومنا وابتساماتنا...
ياه يا علي... جئتَ وقلبتَ تسلسل الزّمن رأساً على عقب!
***
بعد يومين، عندما تجمهر النّاس قرب الكنيسة الضّحية مساءً، رأيت شخصاً يتوجّه نحوي وسط الجموع. تبتسم الصّدفة من جديد، وأرى علي أمامي. لكن ليس الغريب أنّني التقيت به مرّتين متتاليتين بعد كلّ هذه السّنوات، بل الغريب أنّني، في الواقع، لم أستغرب الأمر البتّة. لكأنّني كنت أتوقّع رؤيته. لكأنّني كنت أنتظر أن نكمل كل الكلام الذي لم يُقل بعد. لكأن... لا أعرف. فعندما تكشف صدفٌ مماثلة عن نفسها، أشعر أنّ نسمةً دافئة تمرّ بالقرب منّي، ويخال لي أنّ صوتاً مألوفاً يهمس في أذني، فأبتسم وأشعر بالأمان.
ايف انا ممنونتك على المساعدة خصوصا انو ما كنت فهمانة راسي من كعبي هلق بلشت تتحسن اموري و بعتقد انو من هلق لكم يوم رح اعرف اتصرف بشكل تلقائي. بالمناسبة الصدف بالنسبة لي هي مجموعة اشارات لازم نعرف نقراها.
واسعة هى الحياة كـ إمتداد الكون وضيقة إلى أقصى حد .. هى علامات تقف عندها الروح تتكىء قليلاً على سياجها وتلتفت هنا وهناك بحثاً عن وجوه ألتقتها..ربما تتوق إلى حياة تحلم بها..ربما ..
نكبر؟ بحس بعد في كتير قدامنا! بس بيني وبينك بلشت شوف اللي عم تشوفيه خاصة أن الرفاق انتشروا في أقاصي الأرض.. معقول يا عمي يصير رابطك بصديقك رسالة "الكترونية" أو حتى صوت مقطش؟؟
بيناتنا ، لما بقرالك كأني عم بقرا عن شي صار معي .. كأني عم بقرا حالي..سلام
It is so nice to meet a dear friend after such a long time...
Actually almost two years ago, before coming to DXB, i went for a drink with a friend of mine, to a pub i never visited before...
Once seated at the bar, and after a moment of staring at the barman, who also happened to be the owner, i uttered his name: Charles?.. he paused for a moment then, with the same astonishment, spoke my name..
I cannot describe the feeling.. i could still recall the first day at school, nearly 25 years ago, when I was standing next to my mom [probably grabing her skirt], scared as a child in his first day of exploring that new world.. he approached me and offered me "Cent Wafers", that yellow wafers..
It was so nice to see him again.. it was nearly 15 years since i last heard of him..
رُبَّ صدفةٍ خير من ألف ميعاد... تلك اللحظات هي التي يحتاج إليها المرء ليستريح من صخب الحاضر ويسبح في طمأنينة الماضي... هذا الماضي القريب البعيد، الحلو والمرّ، المفرح والمحزن... ما أجملَها صدفةً يا حواء... وما أقصرها لحظةً... آه لو أن روزنامة الحياة تعود أدراجها ولو لمرة واحدة، فيتسنى لنا التكفير عن أخطاء ارتكبناها وآثام تعمّدنا الغرق فيها ولم نسأم بعد... آهٍ آه كم أتمنى أن أراك يا "علّوشي" فلكل منا هناك "علّوشي" نأمل لقياه يوماً ما فيفتح لنا صندوق الذكريات الذي يُخيَّل إلينا أنه ينبوع متدفق لا ينقطع، لكن سرعان ما نستفيق من الحلم ونعود إلى مشاغلنا وندرك أننا لم نعد أبناء ذلك الماضي... لك مني تحية يا حواء وأكرر ما قاله هلال عن كتاباتك: عندما تتكلم حواء، فهي تتكلم باسمنا وتعبّر عما يخالجنا من مشاعر. سلام
You are so right with the jumping back 7 years instantaneously. It is nice to revisit those moments knowing what you know now. Though I have ran into some old friends that are shockingly still stuck in that era.
neruda, that's all what u saw in the post?:) and btwn, who said that being a communist is an assured reason for a good result?? ya sadee2eh, life is bigger than that, although the thing u assumed MIGHT be good. But that's not a general case.. ma heik? salam
لين، عن جد؟ البيت بيتك إذاً :) الله يستر من اللي رح تكتشفي :p
علاء، هاها.. ممكن أعملها هالإيّام، أصلي مطفية خالص! (شكراً يا لول، مع إني واثقة إني عملتها مرات قبل هيك) :p
تارا، بهالمناسبة، أنا شفت علي مرّة ثالثة (بس هالمرة مش صدفة، وإلا حكون تخّنتها/زوّدتها)، واتّضح إنّو نحنا الاتنين رجعنا حلمنا بأيّام المدرسة في نفس الليلة اللي تقابلنا فيها، فعلاً كانت غير شكل :)
كل ده و مطفية؟ علي العموم فيه نظرية بتقول أن الاحباط الانساني بيولد كتابة جميلة، لة قصدك مطفية كده يبقي معنديش اعتراض لأن كل شيء جايز، إلا أنك توضفي كتابتك بالمطفية :) و لأ.. معملتيهاش قبل كده
ايف انا ممنونتك على المساعدة خصوصا انو ما كنت فهمانة راسي من كعبي هلق بلشت تتحسن اموري و بعتقد انو من هلق لكم يوم رح اعرف اتصرف بشكل تلقائي.
بالمناسبة الصدف بالنسبة لي هي مجموعة اشارات لازم نعرف نقراها.