- مهما تنقضي هذه السّنون الواحدة تلو الأخرى، ما أزال عندما أشرد وفي يدي قلمٌ، أكتب التّاريخ: 199... ما أزال عندما أفقد التّركيز قليلاً، أنسى إن كنّا في يوم اثنين أم ثلاثاء، تهرب منّي السّاعات، يخيّم اللّيل عليّ فجأةً، أخربش فوق أوراقٍ بيضاء... ثمّ قبل أن يُقبل أحدٌ، أتلفّتُ من حولي، فأمحو التّاريخ؛ أتفقّد روزنامة الأيّام؛ أنظر إلى ساعة يدي، وأمزّق الأوراق إلى فتافيتَ صغيرةٍ جدّاً. جدّاً. "نحن في عام 2006 يا غبيّة... لا 1993. لا 1996. ولا حتّى 1999!" لو تكبرين أخيراً... - أذكر جدودنا الذين ولدوا في أوائل القرن العشرين، أو في آخر أعوامٍ كانت التّواريخ تُكتب فيها: ألف وثمانمائة و... وأتخيّل نفسي بدوري بعد مضيّ سبعة أو ثمانية عقود، وحولي أطفال صغار يصرخون: "ياه، يا ستّي، وُلدتِ في الألف وتسعمائة؟ ياه يا ستّي، كنت تعيشين في القرن العشرين؟ وتكتبين في كراريسك "1999"؟ كيف كان العالم حينذاك يا ستّي؟" وأنا سأقول لهم إنّني لم أعد أذكر. سهلٌ التّذرّع بالنّسيان في تلك السّن. ومغفورٌ لنا إن أخطأنا في كتابة الأعوام، واحتساب الأيّام، أو إن غافلنا الوقتُ، وعدنا نخربش الأسماء ونرسم طيوراً فوق صفحاتٍ بيضاء. مغفورٌ لنا لو توقّفنا عن الكبر، وسلكنا من جديد درب العودة. هكذا تفعل الجدّات: يتذكّرن على الورق، ويخال الجميع إنّها تخاريف النّسيان. - سؤال يحيّرني: كيف تتصرّف عندما تصادف شخصاً شهيراً لطالما أثّر في حياتك؟ كأن تصادف مثلاً إميلي نصر الله في إحدى الحفلات، وتريد، بشدّة، أن تخبرها كم أثّرت فيك طيور أيلول، لكنّك، لغبائك، لا تقوى على ذلك؟ أو أن تقابل عيسى مخلوف بشخصه، وتتقدّم منه بخجل لتفهمه أنّه إنسانٌ فوق المعقول بالنّسبة لك، وأنّ لكلماته عليك وقعٌ لم يخلّفه أحدٌ من قبل، فيبتسم لك بأدب لا أكثر، كحبيبٍ لطالما عشقته من بعيد لكنّك في عينيه مجرّد غريب؟ أو أن تصادف- وهنا الأعجب- في خضمّ فتنتك بعمّار شلق وحديثك المستمرّ عنه، تصادفه فجأةً في أحد مقاهي شارع الحمراء، فتجوب الشّارع أمامه، مرّتين وثلاث، جيئةً وذهاباً، وأنت لا تعرف كيف تقطع عليه جلسته مع امرأةٍ مجهولة؟ فكيف، كيف تقارب شخصاً لطالما أثّر فيك؟ لعلّ السّؤال يطرح نفسه في هذه الحالة لأنّني، بعد البحث والتّدقيق، قد حقّقت المطلب رقم 6 في هذه اللائحة! نعم، نعم! حصلت أخيراً على رقم هاتف "نزوتي"! وبالتّالي، من الضّروريّ جدّاً ألا ينعقد اللسان، أو أقفل الخطّ فجأةً، أو أتلعثم، أو أيّ شيء من هذا القبيل، عندما تحين اللّحظة الحاسمة! آخ، الله ستر أنّ نزواتي غير هوليووديّة! |
عن نفسى حاسة ان السنين من يوم ما بدئت ب 20 وهى مش سنينى,, دا عمر جديد غريب عنى
أتمنالك التوفيق فى مشروع "نزوتك" الجديد
:)