mysteriouseve
هنا، ألوذ في هدأة هذا الليل براحةٍ من قيظ النّهار. هنا، أحوك في الفكر خواطر، وأولّد على الشّفة بنات. هنا، ابتسامات حنين ترجّع صدى طفولةٍ نائية، وقصص حبّ طواها الزّمن. هنا، حلمٌ بغدٍ أجمل
مفترق طرقٍ جديد
صديقتي هي طبيبي النّفسي. هي الشّخص الذي أمطره بالاتّصالات كلّما أردت أن أعبّر عمّا يجول في خاطري، أو أبكي بعيداً عن عيون النّاس.
عندما تزوّجت، انتابني شعورٌ يكاد يكون الغيرة. لا منها لأنّها تزوّجت، بل من زوجها لأنّه الغريب الذي اختطفها منّي.
عند ذاك، خلت أنّها ستصبح تلك السيّدة المتزوّجة، وأنا المضربة عن الزّواج التي تسلك طريقاً أخرى.
مرّت لحظاتٌ، اعتقدت فيها أنّ صداقتنا وضعت أوزارها. وتركتُ سوء الظّن يتآكلني ويعصر قلبي ألماً.
فهي في مدينةٍ أخرى باتت تعيش. وأنا في مدينة. وبين الاثنتين، سؤالٌ طرحته عليّ بلومٍ يوم رأيتها آخر مرّةٍ: "ماذا فعلت بكِ بيروت؟"

"ماذا فعلت بي بيروت...
ليتني أدري. لو أنّني فقط أدري..."

صديقتي التي لم أفقدها حقّاً بعدما تزوَّجت، تدفعني أنانيّتي اليوم إلى طرح الشّكوك نفسها حول صداقتنا.
فهذه اللّيلة، وفي طريقها إلى المستشفى، تتّصل بي وتبشّرني: "إيف، أنا على وشك الإنجاب!"
يغمرني فرحٌ كبير، لا سيّما وأنّ السّؤال الأساسيّ التي كنت أطرحه عليها في بداية كلّ حديث هو: "خلّفتي ولا بعد؟"
لا أصدّق أنّ إحدانا ستصبح أمّاً عمّا قريب! فكيف نصبح أمّهاتٍ لأطفالٍ ونحن ما زلنا أنفسنا أطفالاً؟ أذكر الوعد المضحك الذي قطعناه بأن يلعب أولادنا معاً، أو أن يغرم أحدهم بالآخر... غداً تصبح هي أمّاً لطفلٍ صغير، ويبقى عليّ أنا أن أدبّر أمر الطّفلة!
لكن رغم كلّ ذلك، يتجدّد شعورٌ قديم بالخوف، ينفض عن نفسه الغبار في زاويةٍ من زوايا قلبي... شعورٌ يوسوس بدهاء في أذني: "مثلما تقلّصت لقاءاتكما إلى اتّصالاتٍ هاتفيّة بعد زواجها، كذلك سيقلّ الاتّصال عبر الهاتف بعد إنجابها!"

كلّما أسمعتها هذا الكلام، أجدها تنفيه بشدّة. ولكن في طيّات صوتها، أسمعها ترجّع صدى مخاوفي نفسها. فكلّ شيءٍ حولنا يدفعنا إلى الكبر. الهموم والمشاغل والحياة نفسها.
كلّ شيء.

لكن فلننسَ كلّ هذا السّاعة، ولنحتفل بالوافد الجديد إلى هذه الدّنيا.
"كاسكم يا شباب! في صحّة حياةٍ رغيدة نتمنّاها له!"


15 Comments:
  • At ٨/٣/٠٦ ١:٣٨ ص, Anonymous غير معرف said…

    سلام
    ارفع كاسي مرحبا به
    اتمنى ان يجد العالم اقل عنفا واكثر تسامحا
    بخصوص الزواج الامر بالفعل محير لي صديق تزوج منذ اربع سنوات حياته وعلاقاته لم تتغير باستثناء العطلة السنوية والتي اصبح يقضيها مع زوجته
    صديق اخر حضرنا عرسه في شهر غشت ولم نره منذ ذلك الحين
    اتمنى ايف ان لا تتوقفي عن التدوين بعد زواجك

     
  • At ٨/٣/٠٦ ٢:١٤ ص, Blogger Ramzi said…

    I think some friends are only meant to walk with you part of the way. Cherish the memories and don't resent her for it...

     
  • At ٨/٣/٠٦ ٧:٢٣ ص, Blogger نون النساء said…

    الصداقات تبقى

    لكن الحياة الأخرى التي تبدأ بالزواج

    تكون أقوى..!!

    صديقتين لي تزوجتا..واحده منهم لم أعد أعرف عنها شيئا مع انها تعيش بالقرب مني...وكثيرا ما كنت اتسائل : هل كان هناك صداقة فعلا بيننا ؟؟

    الأخرى تعيش في بلد آخر ولكن لا زلنا
    نتحدث مع بعضنا من حين لآخر..
    ونلتقي كلما زارت أهلها في الكويت..
    ولكن على فترات متقطعه..!!
    لانني لم اسمح لها بالإبتعاد..!!


    اقتربي من صديقتك اكثر ولا تسمحي بمشاغلها هي ان تُبعدك عنها
    فلربما هي لا تشعر بالذي يحصل كما تشعرين انتِ به..

     
  • At ٨/٣/٠٦ ٧:٤٧ ص, Blogger lynn said…

    Eve,

    Ton sujet, ligne pour ligne me fait rappeler une amie à moi: une amie de toujours.
    Je l'ai vu se marier devant mes yeux, j’étais heureuse pour elle, mais aussi frileuse vis à vis de cet homme qui est son mari.
    J'ai vu ma meilleure amie se changeait au fil des jours, elle qui était toute souriante, toute belle, toute pleine de vie: devient presque l'ombre d'elle même..
    Un mari presque absent lors de ses rares visites qu'elle me rendait quand ses vacances le permettaient.
    Notre amitié est restée la même, sauf que c'est moi qui téléphone, c'est moi qui prends tout le temps de ses nouvelles...
    On avait fait le même voeu que toi, cela me fait rire quand on parlait nos futurs enfants....Oui, drôle est cette vie.
    Une femme pleine de vie, qui aime se mettre se produire au théâtre, qui lit beaucoup change à ce point là.
    Notre amitié est toujours là, mais je trouve ma meilleure amie changée, je ne la reconnais pas.

    Merci Eve pour ce sujet qui me touche.

    Lynn

     
  • At ٨/٣/٠٦ ١٠:٣٦ ص, Blogger Tololy said…

    مرحباً ايف,
    أتفهم مشاعرك تجاه صديقتك و الشكوك التي تراودك حول قوة هذه الصداقة, فغالباً ما تخالجني ذات المشاعر عندما أفكر في مستقبل صداقاتي مع بعض الأشخاص الذين عرفتهم. أحيي فيك الكتابة بالعربية, و يعطيكي العافية :)

     
  • At ٨/٣/٠٦ ١١:١٩ ص, Blogger الست نعامة said…

    نفس الشعور انتابني عندما تقدم أحد الأشخاص لخطبة صديقتي العزيزة، وانقلب حالها فعلاً وبالتالي انعكس هذا على شعوري تجاه خطيبها، لا أستطيع أن اتقبله ولكن عليّ أن اتقبله لأنه سيصبح زوج صديقتي العزيزة.
    ,انتظر ما سيحدث بعد زواجها هل ستبتعد أكثر من هذا، أين ستذهب يا ترى؟

     
  • At ٨/٣/٠٦ ٤:٤٩ م, Anonymous غير معرف said…

    hi eve
    غداً تصبح هي أمّاً لطفلٍ صغير، ويبقى عليّ أنا أن أدبّر أمر الطّفلة
    !
    U don’t have to find a baby coz
    نحن ما زلنا أنفسنا أطفالاً؟
    And if u can hold the purity of children in your soul u will not have a problem.
    Kids c the life and deal with it too much easier than us adults.
    So I don’t c why u should be sad.
    yours
    the master

     
  • At ٨/٣/٠٦ ٥:٤٥ م, Blogger ayman_elgendy said…

    ........حضرموت
    حيث صحراء عارية
    وارض غير ذي زرع
    كانوا يتهامسون مرتشفين خمرهم
    فتسائل احدهم
    أأنت صديقي؟؟
    فرد الآخر ثملا
    ان كنت انا الصديق
    فأني أنا المستحيل
    فأني انا اعنقاء
    وانا الغول
    هذا ان اعتبرتني.......
    الوفي الخليل
    هذا المساء تسامرنا
    وفي امور تحاورنا
    وشكيت لك همي
    ونزفت لك دمي
    وكنت لي نعم الاذن الكبيرة
    ....ولكن
    هل استمعت لي يوما بصدق الصديق
    وهل حكيت لك يوما الحق الحقيق
    لو كنا يوما اصدقاء
    فلم فرقتنا السبل؟؟
    هل تلك السبل اغلي لك مني
    واغلي لي منك؟
    بالتأكيد هي كذلك
    ........
    وألا ما افترقنا يا رفيقي
    ايها المستحيل الثالث
    يا ابن القدر العابث

     
  • At ٨/٣/٠٦ ٧:٤٣ م, Blogger Eve said…

    ريحان،
    التّوقف عن التدوين بعد الزّواج؟ هممم.. لا أعرف، هذا يتوقّف إن كان الزّوج العتيد يقرأ أم لا :p
    في مطلق الأحوال، ما زالت سنواتٌ عديدة تفصلنا عن هذه اللّحظة :p

    رمزي،
    قولك هيك؟ بيقولوا إنّو الصّداقات اللي بتبلّش عكبر ما عندها نفس الصّلابة متل إذا بلّشت عبكّير. بيقولوا..

    أكيد ما بزعل منها، أو بغضب عليها. بالمناسبة هي تقرأ هذه المدوّنة عادة. وأنا راهنت على انشغالها المقبل بابنها لأضمن أنّها لن تقرأ. الله يستر :p

    نون،
    هكذا هي الحياة، ولا أظنّ أنّ بإمكان أحدٍ أن يعيق مجراها. بالنّسبة لصديقتي، أعرف في طيّات نفسي أنّها لن تسمح لي بالابتعاد بدورها.

    لين،
    عذبةٌ هي هذه الصّداقات :)
    لا أريد أن أوحي بكرهي لزوج صديقتي. فهو أيضاً صديقٌ عزيز، لكن... تعرفين... يبقى دائماً إحساس بأنّه دخيل... أفهم ما تقولينه. صديقتي لم تتغيّر، لكنّ المسافات وظروف الحياة هي التي تضع هذه العراقيل.

    تولولي،
    شكراً لك، وأهلا وسهلا فيك.
    على فكرة، ملاحظة على الجانب، طالعة كتير مهضومة بهل الصورة ;)

    السّت نعامة،
    أظنّ أنّ نون النّساء محقة في ما قالته. المهمّ أن تحاولي قدر المستطاع أن تحافظي على ما بينكما. فإن لم تنجحي، فلا بأس. أحياناً، لا يمكن لسياجٍ، مهما كان قويّاً، أن يمنع النّهر من الانجراف..

    eastern,
    معك حقّ. أنا طبعاً لا ألومها. لا ألوم أحداً في الواقع... لعلّ من حسن حظّنا أنّنا لا نعرف أين ستنحدر بنا الحياة. بل لعلّ الأجمل أن نقول: "لا نعرف إلى أين سترقى بنا الحياة".. فالانحدار إحساسٌ مكرب، لا سيّما حين يكون منظارنا للغد. شكراً على مرورك :)

    the master,
    هذا من حسن حظّي إذاً، لأنّني مشروع غير قابل للهرم النّفسي :)

    أيمن،
    شكراً على تعليقاتك الجميلة دوماً. يسعدني أن تتفاعل هكذا مع كتاباتي :)

    أسعد،
    شو هالحل هيدا! :p
    بدّي جَوزَك أوّل شي، أسعد، وبعدين منبحث بقصّة الفرح منّي ;)

     
  • At ١٠/٣/٠٦ ١:١٧ ص, Blogger Hilal CHOUMAN said…

    مبروك بكرة رح يصير الصغير الشغل الشاغل.. في أحلى من الصغار؟ خاصة لما بتفكريهن ما عارفين شي وهني فهمانين كل شي بس.. ع ذوقن!

     
  • At ١٠/٣/٠٦ ١:١٨ ص, Blogger Hilal CHOUMAN said…

    بالمناسبة سرني أنك أضفتني للبوطة!!

     
  • At ١٠/٣/٠٦ ٣:٢٠ ص, Blogger littilemo said…

    كعادتك عظيمه وكعادتى قليل الزياره
    اسف

     
  • At ١١/٣/٠٦ ٢:٠١ ص, Blogger Eve said…

    هلال،
    ما في أحسن منهم فاهم :)

    littlemo,
    شكراً لك، ومرحباً بك عندما تريد

     
  • At ٥/١/٠٧ ١٢:٣٣ م, Anonymous غير معرف said…

    أزال أحد مشرفي المدونة هذا التعليق.

     
  • At ١١/١/٠٧ ١:٣٩ ص, Anonymous غير معرف said…

إرسال تعليق
<< Home
 
About Me

Name: Eve
Home: Beirut, Lebanon
See my complete profile




Who Are You?

Free Guestmap from Bravenet.com Free Guestmap from Bravenet.com

الموووود

My Unkymood Punkymood (Unkymoods)

بعضٌ منّي... بعضٌ منهم
هفوات مبارح
هفوات بعيدة

على الرّف

dominique

Powered by

15n41n1
BLOGGER