صديقتي تتزوّج الأسبوع المقبل. هو عمرٌ من الطّفولة يمضي، بكلّ ما حفلت به من شقاوة مراهقتين ومرحهما ونضجهما؛ عمرٌ غمّسناه بمداد ذكرياتٍ حافلة بطيب ضحكاتٍ مجنونة، وليال سمر، وبعضٍ من عبراتٍ مريرة. فلنطو ساعات التّبضع التي ننفقها حتّى تأكل شوارع العاصمة من حماسة خطواتنا، ولنسدل السّتار على أحاديثنا التي لا تنتهي رغم أنف كلّ من ينتقد الثّرثرة النّسائيّة- في هذا المضمار، من أطلق هذه الشّائعة مجرّد رجلٍ مكبوت، يجهل أنّ في أحاديث النّساء من الحكمة والتّبصر ما لا يرقى إليه الرّجال إلا بعد جهدٍ جهيد ووقتٍ عصيب. في مطلق الأحوال، اختارت هي أن تفتح ذلك الباب وتمضي. وعلى مفترق هذه الطّرق، أتحوّل أنا إلى وجهة جديدة وأطرق أبواباً أخرى، لأكتشف لغةً مختلفة. لا أقول إنّنا افترقنا أبداً، أو إننا على نزاع، لكنّ الجميع يعلمون، وإن لم يفصحوا عن ذلك جهاراً، أنّ الأمور لن تبقى في مجراها الطّبيعيّ، وأنّ شيئاً ما سيظلّ ناقصاً. السر كلّ السر أن يكون هذا النّاقص عنصراً جديداً في وصفة التّفاؤل السحرية القادمة. |