mysteriouseve
هنا، ألوذ في هدأة هذا الليل براحةٍ من قيظ النّهار. هنا، أحوك في الفكر خواطر، وأولّد على الشّفة بنات. هنا، ابتسامات حنين ترجّع صدى طفولةٍ نائية، وقصص حبّ طواها الزّمن. هنا، حلمٌ بغدٍ أجمل
لأنني امرأة
للمرة الأولى في حياتي، شاركت اليوم في مؤتمر يدعو لنصرة حقوق المرأة. لطالما سمعت عن هذه الأحداث التي تضمّ نسوةً من كلّ حدبٍ وصوب، خلّفن فناجين قهوتهنّ الصباحية، وجئن التفافاً حول باقةٍ من المطاليب، علّهن يضارعن الرجل مكانةً وينبتن فوق الأفواه شاربين يتلذّذن بلفّهما بين الفينة والأخرى. ما رأيكم في هذا الاستعمال المفرط لنون النسوة؟ هل وفيت بشروط العدالة والمساواة؟ إنما أنا أسعى إلى الدفاع عن مقام الأنوثة ولو نحوياً، عساي أساهم في تقدّم المرأة وارتقائها سدّة الرجل. لا، عذراً، لا أقصد الاستخفاف بهنّ، لكن لربّما كان لوقوع بصري على هذا التجمّع للمرة الأولى أثرٌ غريبٌ في نفسي. بطبيعة الحال، كلامٌ معلوكٌ بكلامٍ لا يجرّ إلا الكلام. وما الذي يتغيّر؟ الكلام نفسه، فها هو الآن يستقبل كلمات مثل "نائبة" ويقصي أخرى مثل "وزيرة"، أو "رئيسة جمهورية"، وقد باتا مصطلحين مهدّدين بالانقراض في بقاعنا. على هامش هذا المؤتمر ذي الأهمية النسبية، أنساءل: ما معنى أن أكون امرأةً اليوم؟ ما معنى أن أحمل شارة تاء التأنيث على بطاقة هويّتي؟ ما معنى أن أخضّب شفتيّ، وأطيل خصلات شعري، وأمشي بجسد امرأة.. وأصرخ بجسد امرأة.. ويستيقظ فيّ كلّ شهرٍ جسد امرأة؟ لا شيء. فأنا قبل كلّ شيء امرأةٌ من الداخل. قلبي مجبولٌ بغبار الأيام، ووجهي شقّقته أوردة الدمع الجافة. أفكّر في كلّ شيء قبل أن يحدث، وأحسب لكلّ خطوةٍ ألف حساب. لأنني امرأة. أحصر في داخلي ينابيع جياشة من الحنان، لا أدري إلى من مآلها. لأنني امرأة. أخفي صرخاتي بقناعٍ من اللامبالاة والقسوة. لأنني امرأة. لأنني أحبّ وأريد أن أعترف بالحبّ، ولتذهب كلّ العوائق والتقاليد إلى الجحيم! لأنني حين أمضي، أريد أن أمضي على صدر من أهوى، وحين يتحدّاني الزمن، أقف على صخرةٍ عالية وأطلق نفسي للحريّة. لأنّ العالم لا يقسم إلا بعينيّ، والملوك يجسدون عند قدميّ. لأنني طيفٌ مضى وعطرٌ ما يزال. لأنّ الدنيا تستحيل خضراء لمّا أضحك، والأشعار تتدفق من أجلي حين أهمس. لأنني هذا المزيج المتضارب من الصيف والشتاء؛ لأنني ليلٌ انصرم ونهارٌ لم يقبل بعد؛ لأنني نارٌ ناعمة ونعومةٌ ناريةٌ؛ لأنني البحر الهائج والبحيرة الراكدة؛ لأنني الشيطان والملاك؛ لأنني كلّ شيء ولا شيء؛ لأنني الكون والعدم.. لأنني امرأة، أعترف اليوم أنني ملكت العالم!
2 Comments:
إرسال تعليق
<< Home
 
About Me

Name: Eve
Home: Beirut, Lebanon
See my complete profile




Who Are You?

Free Guestmap from Bravenet.com Free Guestmap from Bravenet.com

الموووود

My Unkymood Punkymood (Unkymoods)

بعضٌ منّي... بعضٌ منهم
هفوات مبارح
هفوات بعيدة

على الرّف

dominique

Powered by

15n41n1
BLOGGER