حين يضيع الإنسان، ما الذي يبقى منه؟ حين يخلع عنه ثوب المشاعر ويطرح هويّته الحقيقية في بئرٍ سحيقة، أيّ لقبٍ بالإنسانية تراه يستحقّ؟ وأيّ حفنةٍ حقيرة من الأحاسيس البشرية هي تلك التي تضفي على الذات الحيوانية رقياً واحتراماً؟ أكذب على نفسي وعليكم إن أخبرتكم أنني سآتيكم بالجواب اليقين. إن كنتم تتوقّعون أن تعثروا بين كلماتي هذه على حروفٍ فيها شفاءٌ لغليلكم، فعودوا أدراجكم. ما أنا بفاعلة خير، وجعبتي لا تفيض إلا بمزيدٍ من الأسئلة المماثلة التي لا يرجّع صداها إلا الفراغ والعدم. يرضى الإنسان أن يعيش، كاذباً على نفسه حتى في أبسط صرخاتها الإنسانية، وفي حاجتها إلى قوت الحبّ والسعادة المجنونة الساذجة؛ فيغمّس ريشته بمدادٍ قانٍ ليخطّ على جدران خيبته حقيقةً طمسها لماأدار ظهره للنور الساطع، وفضّل الانزواء في خفايا الواقع الشائع والمقبول. فمتى، بالله عليكم، متى يحارب من أجل ما يؤمن به؟ متى يدكّ أسوار الواقع وينتزع مراده بيديه؟ علّك تسمعني يا من أناديه، حتى في همساتي ومنامي..علّك تستيقظ من كبوتك وتوقظني معك! |
"فيغمّس ريشته بمدادٍ قانٍ ليخطّ على جدران خيبته حقيقةً طمسها لماأدار ظهره للنور الساطع، وفضّل الانزواء في خفايا الواقع الشائع
حبيت هالجملة و قرأتها ربما مائة مرّة لقوتها وحقيقة ما تقول
بس هيدا الإنسان...وهيدي الحقيقة...بيهمنا نبيّن عاديين و مقبولين على أن نقول أو نفعل ما هو أقل قبولاً وإن كان هو ما نشعر به. من يخالف...يُتهم بالجنون أو الشعوذة أو الزندقة