لا أدري كيف نجحت في انتزاع نفسي من السرير والصباح لم يبصق شمسه في وجه العالم بعد. كم هي ثمينةٌ، لا بل لذيذة، تلك الهنيهات التي يسرقها المرء فجراً من أجل الغرق في عالم الأحلام أكثر فأكثر! لكن عبثاً حاولت، فذاك الشيء القابع في زاويةٍ من زوايا رأسي، ذاك الذي يسمّونه ضميراً، أبى إلا أن يضرب بتوسلاتي عرض الحائط، عساني أدرس ما أجّلته إلى الغد من أسئلة امتحان اليوم. وما أنا بفاعلةٍ الآن؟ أجلس أمام شاشة الكمبيوتر لأطرح مني بعض التّرهات! أما كان بإمكاني أن أنعم بنومٍ هانىء؟ غير أنّ شبح الرقاد ما زال يسيطر عليّ، رغم أنني لست مستيقظة إلا بالاسم والمظهر والهيئة وحسب. فمقلتيّ منفرجتان فعلاً، لكنّ روحي وجسمي وجلّ أفكاري خلّفتها هناك، في أرض الأحلام، حيث يستحيل المحال حقيقةً، وحيث يحوك عقلي أغرب الأحداث وأكثرها بعثاً على الأمل والخشية والترقب في آن. على الأقل، هناك أرتاح من ضجيج العالم، ويكفّ صخب الأفكار هذا عن قرع رأسي، ومناجاتي بأسئلةٍ لا ينفكّ دويّها يصمّني بلا هوادة ولا كلل. من الأجدر بي أن أصمت الآن. هذا مضحك، فأنا لم أتفوّه بكلمة مذ فتحت عينيّ. في مطلق الأحوال، عسى نهاري يحاكي ليلي في هدأته وجماله، ويعاديه في مخاوفه العظيمة التي تختبىء أحياناً تحت سريري هذا. |
شكراً رامي.. رغم أنّ بلوغ لا يوفّر الأدوات التي تسهّل الكتابة بالعربيّة بارتياح.. بس
on se debrouille :-)