لم أنجح يوماً في الحفاظ على دفتر يوميّاتٍ. لطالما بدأت بخطّ بعض الأفكار على الصّفحات الأولى، ثمّ هجرت القلم. ولطالما عدت إلى الدّفتر نفسه أيضاً بعد مضيّ شهورٍ طويلة، لأضحك على الأفكار التي كانت تعتمل في رأسي حينذاك. لا تنتابني الآن رغبةٌ في الضّحك. لا يروادني أيّ شعورٍ. اعتدت كلّ المشاعر حتى بات شيءٌ لا يؤثر فيّ. أقلّه،على ما أعتقد. ألأنّني مللت انتظار ما أنا على يقينٍ أنّه لا يأتي؟ "ما بعرف!". "مش مهم أصلاً". في مطلق الأحوال، فرغت اليوم من دروس الماكياج التي واظبت على تلقيها منذ شهرين. كانت الفتيات هناك خفيفات الظل، ولا شكّ في أنني سأفتقدهنّ قليلاً. ولكنّها الحياة، نستقرّ قرب واحةٍ لبرهةٍ من الزّمن، وما نلبث أن نشدّ الرحال، ونمضي بحثاً عن أفياءٍ أخرى، عن وجوهٍ جديدة وأحلامٍ أكبر. أخاف أن أكبر وتكبر الذكريات معي، وتثقل كاهلي، وتزيد من حجم الحزن في قلبي. أنسى الجميل لأن لا سبيل لنسيان الجارح من دونه. وأعود. أمسك بالقلم وأبدأ من جديد. أريد أن أنقش حقيقةً لا تزول؛ حكمةً أفخر بنفسي العظيمة المسكينة حين أتأمّلها المرة القادمة! هه!
أخاف أن أكبر ولستَ معي... |