تعبت. عن جدّ تعبت. يمكن زهقت كمان. ما بعرف. كل يلي بعرفه إنو تعبت. عندي نقمة. إيه. مظبوط. كانت بسمة من زمان بس اليوم صارت نقمة من جوّة. عم فكّر صير متل كل هل عالم. عم فكّر طنّش. عم فكّر إسكت، لأنو كل هل الصّريخ بطّل ينفع. لأ، صار شي ببكّي. وما تنسو، أنا بطّل بدّي إبكي، مش هيك؟ عن جدّ شو بشعة الحياة لمّا الواحد يكتشف إنّو ما حدا بيستاهل.. ولا شي حتّى. بس شو بعمل، حاولت أدّ ما فيّي ناضل حتّى تربح المثاليات يلي فيّي، بس بالآخر قلت أحسن شي إتنازل وإنضم لهل الجوقة الفاضية. إنّو الكلّ هيك بدّو، وأنا لازم إلبس الطّقم يلي فصّلولي ياه، إذا عن جدّ بدّي كمّل. مع إنّو حتكون كمالة ناقصة، هيك بلا معنى. بس الكل هيك بدّو.. شو بعمل؟ على كلّ حال، أنا جايي اليوم حتى قول ليَلّي بعد بيهمّو الصّح والمثاليّات والبراءة، إنّو أنا زهقت! تَقلّه يبطّل يحسبني بفريقه، ويبطّل ينادي إسمي بأوّل الصّف، لأنّو كلّ هل التّفاهات ما بقى تهمني.. بكلّ بساطة. انتبهوا، أنا منّي زعلانة ولا مقهورة. أنا بس قرفت، مش أكتر. خزّقت العَلَم وكمشة الأحلام السّخيفة، وهيّاني رايحة. ما بقى تعملوا حسابي.
الحقّ عل العالم، عل النّاس كلّها، عل الأمل أو عل حق بذاته..؟ مش ضروري أعرف.. أنا بس جايي خبّركم، حتى ما تسألو عنّي بعدين وما تلاقوني. من بكرة حصير وحدة من هول يلي كنا نشفق عليهم، بس عل قليلي حإرتاح لمّا بطّل حسّ بشي.. متل قصة هيدا الملك يلي شرب بالآخر من كاس الجنون يلي شربت منّا كل مملكته حتى ميكون غير الباقيين. عرفتوها هل قصّة؟ مش مهم، أنا بكرة حبطّل أعرفها كمان. أف، شو صار في أشيا لازم بطّلها. دخلكن، بس قولولي.. كيف بيقطعوا العالم شرايين الإحساس؟ بشرفكم، بس كيف؟
|
نهر الجنون لتوفيق الحكيم