ألا تنزعجون عندما تتلقّون اتّصالاً هاتفيّاً، فلا يكلّف المتّصل نفسه عناء الإفصاح عن هويّته؟
المتّصل المجهول: هاي! كيفك! وينك من زمان؟ عاش مين سمع صوتك! حوّاء (مرتبكة قليلاً، لكن نبرة الصّوت المألوفة تجعلها تشكّ في صديقٍ قديم): هااااي! اشتقتلك... (كيفك والذي منه). المجهول (لا يبدو أنّه ينوي الإدلاء باسمه. في مطلق الأحوال، يظهر أنّ صداقتهما قديمة العهد، وهي ليست في مزاج الدّخول معه في جدال "ولو، معقول ما عرفتي صوتي؟"): شو عم تعملي؟ حوّاء (تقرّر أن تمضي في الحديث، وهي تأمل أن يزول الغموض بعد الكلمات الأولى): ما شي، قاعدة. عنّا ضيوف. شو أخبار المكتب والشّغل؟ المجهول (يتجاهل السّؤال بطريقة غريبة): عم تاكلي؟ حوّاء تردّ بالإيجاب. المجهول: شو عم تاكلي؟ حوّاء (تستغرب السّؤال، لكن تقرّر أنّ صديقها يمرّ بأحد أطواره الغريبة. تضحك بحماس): عم باكل بوظة. لزوم الضّيافة. بتصدّق رح خلّص القالب كلّه؟ المجهول (يقاطعها فجأةً): ليش كنت مسكرة تلفونك قبل شوي؟ حوّاء (سكوت. فترة تردّد): أنا؟ المجهول (يزداد حدّة): كنت عم جرّب إحكيك كل النهار. مع مين كنتِ؟ حوّاء (صمت. تفكير. تردّد): لحظة شوي... (هو سؤال متأخر فعلاً، لكن) مين معي؟؟؟ المجهول: أنا. رائد. حوّاء: مين رائد؟ المجهول: مش منال معي؟ حوّاء: لأ... مش منال.
صمت مطوّل هذه المرّة. صوت الخيبة يرجّع صداه الهاتف من الطّرفين. - باي. - باي. |
سلام
بحكم العمل اتوصل بمكالمات عديدة الغريب ان عدد مهم من المتصلين وبعد كلمة آلو يبادر بالسؤال: من معي؟
رغم أنه هو المتصل
بين قوسين: علي ذكر البوظة ما هو مقابلها باللغة الفرنسية
شكرا