لقد طفح الكيل. يعني هذه هي القشّة التي قصمت ظهر البعير. أو الرّيشة التي أوقعت كومة الكتب. أو التّنهيدة التي هدّمت قصراً من الورق... لا يهم. المهم أنّ الكيل قد طفح. سئمت أن أسمع من هنا وهناك الأخبار التي تتناقلها الألسن حول النّساء اللّبنانيّات. ضاق ذرعي بالإشاعات التي يحوكها أشخاص من كلّ حدبٍ وصوب، سواء من غير اللبنانييّن أو اللّبنانيّين أنفسهم أحياناً.
لهؤلاء الأشخاص أوجّه النّقاط التّالية:
- نعم، المرأة اللبنانيّة تحبّ استعمال أدوات الماكياج. تولي عناية زائدة عن غيرها بمظهرها. تريد أن تحتفل بأنوثتها. لعلّها طريقتها في إخفاء، بريشة من الألوان، ما خلّفته آثار الحرب على وجهها. في مطلق الأحوال، تخطّ الأمر، وامض في حياتك! - لمعلوماتك، ليست كلّ امرأةٍ جميلة بغبيّة ولا حتّى سهلة. فالرّجاء التّخلي عن أحكامك الصّادرة سلفاً، والحكم عليها بأذنك المصغية إلى كلماتها، لا بعينك الحائرة وراء مفاتنها.
- لا ترمِ/ترمي النّاس بحجارة إن كان بيتك من زجاج. إن كنت تمارس/تمارسين، في الخفاء، أضعاف العمليّات التّجميليّة التي تمارسها المرأة اللّبنانيّة، فما من داعٍ للّوم إن كانت هي لا تخجل من التّصريح عن أفعالها.
- إذا كنت تنتقد المرأة اللّبنانيّة، فيما أنت لا تعيش في المجتمع اللّبنانيّ أصلاً، ولست على احتكاكٍ يوميّ بها، ولا تعرف ما يفرحها ويبكيها، ولا تفهم لغة عقلها وقلبها في المقام الأوّل، بل تطلق اتّهاماتك جزافاً انطلاقاً من بضع مذيعات على الشّاشات، فأنصحك أن تطفىء جهاز التّلفزيون وتلتفت إلى شؤونك الخاصّة.
- نعم، هيفا موجودة. فإذا كنتَ غير راضٍ، غيّر المحطّة، أو أصغ إلى الأغنيات الطّربيّة الأصيلة (مع كلّ تقديري لهذا النّوع من الأغاني). لكن فيروز موجودة هنا أيضاً، نسيت؟ أقصد، تناسيت؟
- فقل لها إنّها جميلة لكن لا تُهنها. عاملها برفق، لكن لا تحطّم مشاعرها. لا تحمّلها مكانةً ليست لها، لكن لا تسلّم بها جدلاً. إعلم كيف تقرأ ما في الأعماق، لأنّك، في النّهاية، ستكتشف أنّك تقرأ تفاصيل امرأة. امرأة وحسب. |
إيف
اللبنانية تتعرض للكلام أكثر من غيرها من نساء العرب لأنها الأكثر حيوية وأتصور أنها الأكثر انسجاما مع نفسها
ومن لا يرى في المرأة (لبنانية أو غير) إلا كعبها العالي ومكياجها لا يستحق ولا لفتة منك