مع أنّني تعبة وأرغب في النّوم، لكن من غير الطّبيعي ألا أسجّل مرور هذا اليوم التّاريخيّ في مدوّنتي. لا يهمّ أكان توقيفاً لرؤساء الأجهزة الأمنية أم مجرّد استدعاء. فما أسجّله هنا لم يسبق له مثيل في التّاريخ اللبناني، لا بل الإقليميّ أيضاً: القيام بخطوة ملموسة، للمرّة الأولى، نحو محاولة اكتشاف الحقيقة. تلك الحقيقة التي لم تعدُ، في الآونة الأخيرة، كونها مجرّد كلمة تُردّد على الشّفاه، لكن لا يؤمن بها أحد... تلك الحقيقة التي تُغلق عليها الملفّات عادةً، وتلقى فوق رفوفٍ منسيّة. فترة استثنائيّة يعيشها لبنان. فيها ترقّب، وفيها خوف من خيبة أملٍ جديدة. نحن نحبس أنفاسنا؛ نتردّد بشأن الوثوق التّام بما يجري حولنا، لكن على الأقل، في داخلنا، مستبشرون كالأطفال نحن ببصيص الأمل الجديد.
|
الحقيقة..هذا السر الذي نقضي العمر كله نبحث عنه ثم نكتشف بعد انقضاء العمر استحالة الوصول إليه
(وخصوصا في عالمنا العربي)