رحلتُ... لأنّني لم أعد قادرة على تناول فناجين القهوة معك كلّ صباح. لأنّ كلامك اليوميّ يحرقني أكثر من صمت اللّحظات. لأنّ النّظر في عينيك بات كالنّظر، كلّ يومٍ، في الفراغ. لأنّني لا أرى في مرآتك إلا تجاعيد وجهي والهالات السّود بعد البكاء.
رحلتُ لأنّني لم أعد قادرة على الوفاء في زمن اللاوفاء. لأن لا أطفال لنا يستحقّون انتظاري؛ ولو كان لنا طفل، لا أدري إن كان سيستحقّ الانتظار. لأنّه في نهاية العمر، لا أريد أن أتقلّب على السّرير، فتلفحني منك بقايا أنفاس.
رحلتُ بلا حقائب. بلا أطر الصّور والأحلام رحلتُ ببساطة، بلا استئذان لأنّ الباب كان مفتوحاً والعمر كان مهدوراً والإنسان... رحلت لأنّ سجن الوحدة أرحم ألف مرّة من جثّة الذّكرى بعد النّسيان
أصمت. لا تتكلّم الآن. فقد رحلتُ لئلا أسمع منك أيّ كلام. |
Very nice Eve.