وجِّك رايق اليوم. متل اللي نايم صارلو عشرين سنة. مع إنّو إنتِ صار لك نايمة عشرين يوم بس. خفّوا الزيارات عأوضتك. خفّت العجقة. خفّ الحكي. أوّل كم يوم، كتير ناس إجوا، وكتير اتّصلوا، وكتير بَعتوا ورد كمان... أكيد كنتِ رح تنبسطي. بعرفك عطول تقولي إنو إذا صار شي، ما حدا رح يهتم. مبلى، اهتمّوا. أوّل كم يوم...
المَكَنات والشّرايط وكل هالخبريات حواليّ بيقولوا إنّو بعد في شي فيكِ ما انطفى. ما بعرف، سمعتهم كتير عم بيحكوا، بس ما فهمت شي. كلّ يوم، بيلبسوا تيابهم البيضاء، وبيفوتوا عالأوضة. بيتطلعوا فيك شوي، وبيرجعوا بيضهروا. وأنا بخاف. بجرّب إسألهم، بس ما بقدر. بِقعد بالزاوية وبخاف.
أهلك وصلوا. دايماً بيوصلوا بهل الوقت. بيوقفوا حوالين تختك، وبيصيروا يحكوكِ. بيخبروكِ عالبيت الفاضي، وشجرة الفل اللي عم بتيبّس لأنو بطّل حدا يسقيها. بيقولولك إنو كتبك بعدن مطرحهم، مفتوحين عالصّفحة اللي تركتيها. وإنو اليوم طبخولك الأكلة اللي بتحبيها: كبّة بدون حشوتها، لأنّك دايماً بتشيلي الحشوة قبل ما تاكلي. أوقات أمّك بتغصّ، وبتسكت شوي. وبيّك بيطلّع فيك وبينسى يخبّي دمعاته. بجرّب ناديلهم، بس ما بقدر. بقعد بهل الزاوية وبخاف.
من عشرين يوم، وأنا وياك بهل أوضة سوا. إنت المريضة رقم 507، وأنا الخيال يلي بلا اسم. أوقات بتهيّألي إنّو عندك نفس عيوني، ونفس تمّي ومنخاري. بس إنت بيضاء أكتر، ووجّك مليان جروح. بتطلّع عالمراية حتّى إتأكد، بس ما بلاقي شي. لا لوني ولا عيوني ولا حتّى شكلي اللي عم بيفتّش عن شكلي. شو سرقتِ مني؟ شو؟ مين إنت يلي نايمة بهل التخت وبشو عم بتفكري؟ عم تضحكِ عليّ، ولا بقلبك في بحور فاضية من الفراغ؟ حاسّه إنو ذكرياتي عم بيضيعوا مني، عالسكت. بلا ما اسمعهم. بعد شوي، يمكن بطّل إقدر فكّر. يمكن صير متلك. يمكن... قولك لازم واحدة منّا تروح حتّى التانية ترجع؟ أوّل مرة بحس إنّي بردانة هالقد. برجع عالزاوية. شوي خايفة بس بردانة كتير. وجّك الصافي هو آخر منظر بتذكّره...
الأحد 20:
قرّرت أن أباشر بكتابة يوميّاتي...أن أعدّ الأيّام الجارية، كي لا يضيع أيّاً منها بعد الآن. قرّرت أن أسجّل بالقوّة ما لن يسرقه منّي النّسيان...اسمي أنا؟ لا داعي لتسجيله. فعلى العموم، ليس من المعقول أن ينسى الإنسان اسمه... طبعاً، ليس معقولا. عادني الكثير من الأصدقاء اليوم. قالوا إنّ عودتي إلى الحياة لمعجزة حقيقيّة. جلسنا على الشّرفة، وسألوني عمّا كان يدور في رأسي هذا طيلة عشرين يوماً. لم أعرف بماذا أجيبهم، وقمت متذرّعةً بضرورة إعداد القهوة. في الحقيقة، كان شعورٌ غريبٌ يساورني: فرحةٌ أنا بعودتي لكن... كأنّني فقدت شيئاً على الطّريق، في مكانٍ ما، في زمنٍ ما. كأنّ صوتاً خبا... كأنّ ظلاً اندثر... كأنّني لست الفتاة التي كنت. تجدني أمّي. تقول لي إنّ هذا الوجه الجميل يستحقّ أن يتلوّن بالضّحكات دوماً. أبتسم لها وأعود إلى الشّرفة. هناك، يشير أحد الأصدقاء إلى نبتةٍ فارعة. فأبادره بالقول: نعم، لقد حان موسم الفل.
|
مش قادر اوصف اللي كتبتيه يا إيف ، بقدر ما هو جميل بقدر مافيه من أسئلة!!
أسئلة من عمر الزمان،
مين الانسان؟ و كيف بيتشكل؟
الماضي بيشكل الانسان الحاضر؟او المستقبل راح يشكله؟
استمرار الماضي لأنسان هو اللي راح يصنع مستقبله؟ او ما خص هي بهي؟
عندي احساس انه الانسان بكل لحظة ممكن يكون شخص تاني ، ممكن ينفصل عن الماضي و ممكن ينفصل عن المستقبل ،
مابعرف!! مهم الماضي او لأ؟
شو اهمية اللي صار واللي عميصير ، ممكن الانسان يبدا من جديد كل مرة؟
البراغماتية بتقول ان التغيير هو الشي الوحيد اللي ثابت ؟
اخ!!! الف سؤال وما في جواب !!!
رائعة انت يا إيف، بكتابك اللي بيحس كل واحد نفسه موجود فيها
بس صدقيني لماالانسان بينسى ممكن ينسى كل شي حتى اسمه بينساه :) ـ