mysteriouseve
هنا، ألوذ في هدأة هذا الليل براحةٍ من قيظ النّهار. هنا، أحوك في الفكر خواطر، وأولّد على الشّفة بنات. هنا، ابتسامات حنين ترجّع صدى طفولةٍ نائية، وقصص حبّ طواها الزّمن. هنا، حلمٌ بغدٍ أجمل
يومٌ بعطر الرّخاء
استيقظت قبل قليل، وإحساسٌ براحةٍ استثنائيّة يساورني. مممم! "الله يردّك يا يوم مبارح". هذه نصيحة ثمينة منّي إليكم: إذا لم تحظوا بفرصة قضاء يومٍ في منتجع وتدليل أنفسكم بعد، فماذا تنتظرون؟؟؟"

صحيحٌ أنّني دفعت "اللي فوقي واللي تحتي" كما يقال، لكن لا بأس. فبالنّظر إلى كلّ ما يعانيه جسدي من جرائم تُرتكب بحقّه، فإنّ هذه الهيكليّة التي تحمل همومي ومشاكلي وفضلات روحي كلّها تستحقّ أن تعامل بأفضل من ذلك. وهكذا، جمعت عدّتي، واتّجهت نحو الموفمبيك (يبدو أنّني قرّرت أنّ الوليد بن طلال قد يحتاج إلى مساعدةٍ ماليّة إضافيّة من جانب حضرتي). البداية مع غرف السّونا والبخار والغرف المعطّرة. حمداً لله أنّه صادف أنّني اختبرت هذه التّجربة بدون وجود شخصٍ آخر هذه المرّة. فلا أتصوّر أنّ من جاء ليسترخي داخل هذا المكان كان ليرضى بسماع تذمّراتي: "يا ويلي، شو هيدا، لا أصدّق إنّني دفعت هذا المبلغ لأُشوى في هذا الفرن... مش طبيعي... ماذا لو نسوني في هذا الجحيم؟ أخرجوني من هنا. ما بدّي. إنّني أذوب..." (لكنّني بقيت، متل الشّاطرة) أمّا غرفة البخار، فحدّث ولا حرج. يعني عجزاً تامّاً عن التّنفس. لكن بيني وبينكم، استطعت أن أتآلف مع التّجربة، لا بل زرت هذه الغرف من جديد... كم كان لديهم أزرار في ذلك المكان! وأنا طبعاً محبّة للاكتشاف بطبيعتي. وهكذا، بدأت أكتشف وأضغط على الأزرار. والنّتيجة؟ دشّ فجائيّ من المياه الباردة، تارةً بشكلٍ رذاذ، وتارةً بشكلٍ دفق قويّ، وطوراً يأتيك من كلّ جانب. رائع! والمشكلة أنّني حين انتهيت من اللّعبة، لم أعرف كيف أوقف دفق المياه! آه، نسيت أن أذكر الأسرّة المائيّة أيضاً! (هل ذكرت كلمة رائع قبلاً؟ لا يهمّ. رائعة!)

بحلول ذلك الوقت، بدأنا بالجدّ: التّدليكات! الزيّوت المعطّرة، والأحجار السّاخنة، والموسيقى الباعثة على الاسترخاء التّام. كدت أفسد الأمر للوهلة الأولى، وألعن سرعة تأثّري بالدّغدغة، لكن من حسن الحظّ أنّ الأمر سار على ما يرام بعد ذلك. رقبتي كانت فعلاً بحاجة إلى ذلك. رقبتي؟ أقصد ذلك القالب الاسمنتيّ المنصبّ بين الكتفين، والمصبّ الذي تنتهي فيه كلّ تيّارات همومي وأحزاني وتعبي... رقبتي التي أحمّلها فوق طاقتها، لكن تكبت أنينها بصمتٍ وجلد. أغمضت عينيّ، وتركت الأجواء تنقلني نحو مكانٍ آخر. طردت هذه المشكلة وتلك من ذهني. طردت صور الأشخاص وأعباء العمل وكلّ إنسانٍ على وجه الأرض. في نهاية الأمر، بقيت وحيدة، وجهاً لوجه إزاء نفسي؛ ولم أعرف، إزاء هروب الصّور وانتفاء الأشخاص والمواضيع، كيف أكلّمها. ترى، هل الحياة نفسها، بكلّ ما فيها من ضجيج ومشاغل وهرج ومرج، تمنعني من الإصغاء إلى صوتها، وتقيني من ذلك الصّمت المزعج بيني وبينها؟ ربّما. بعد قليل، وجدتني على جزيرةٍ بعيدة، تلك التي تفرش ساحلها برمالٍ ذهبيّة نقيّة، وتتغطّى بأشجارٍ دائماً ما تنجح أشعّة الشّمس باختراقها. كنت أعتمر قبّعة القش التي أحبّها، وكما في كليشيهات الرّوايات والأفلام، أسير بسكونٍ داخليّ وسعادة ذاتيّة. طبعاً، لا ننسى إضافة الملح والبهار، من زقزقة العصافير، والشّاطىء الباعث على الرّومانسيّة، وإلخ إلخ.

في نهاية الأمر، هي تجربة تستحقّ أن تُكرّر بصفةٍ دوريّة، والنّتائج ملموسة فوراً ولا تخيّب الآمال. فإذا أردتم اكتساب بشرة كالأطفال، و... "لحظة، شكلي متل واحدة عم تعمل دعاية عالتلفزيون... خلص... عرفتوا شو قصدي."

آه، بالمناسبة، شاهدت فيلم "الأخوان غريم" البارحة. أنصح به لمن يريد أن يعرف مصدر كلّ الحكايات الخرافيّة التي دغدغت طفولته يوماً ما. ("ميم"، أعرف أنّك تقرأ، فاعترف أنّ خياراتي السّينمائيّة لا تخيب أبداً ;-)).
19 Comments:
  • At ١٨/٩/٠٥ ١:٣٦ م, Blogger نون النساء said…

    غلط *_^

    نون هي التي قرأتكِ أولاً



    ونعيماً ان شاء الله يا ايف

    وبما ان النسوة معجونات بالغيرة

    فأنا اعترف انني غرت

     
  • At ١٨/٩/٠٥ ٣:١٧ م, Blogger IronMask said…

    ..نعيما
    بنصحك لو رحتي تركيا تجربي الحمام التركي ، وابقي دعيلي
    :)

    هههااههاههاه

    وانا غرت كمان
    :)
    بس مش من المنتجع ، لأ ، من مشاهدتك لفيلم "الأخوان غريم" ، أنا لازم أشوفه من كل بد
    :)

     
  • At ١٨/٩/٠٥ ٤:٢٦ م, Anonymous غير معرف said…

    سلام
    بالصحة والعافية
    للاسف ان الرجال لا يقبلون علي هذه المتعة بكثرة
    بخصوص الحمام التركي فإنه مازال موجودا بكثرة في المغرب
    حيث ان للحمامات العمومية متعة خاصة

     
  • At ١٨/٩/٠٥ ٥:٤٣ م, Blogger Ramzi said…

    Wow... people should look up this post if they want a dfinition of "Heaven".

    Seriously though, I heard there is something over at that spa that involves chocolate. True or false?

     
  • At ١٨/٩/٠٥ ٦:٥٥ م, Blogger Eve said…

    نون النّساء: مش مشكلة، غيرة النّساء أمرٌ شرعيّ ومقبول، بس بدّك مين يفهم ;-)

    آيرون ماسك: ليس من حقّك أن تغار. غيرة الرّجال غير مقبولة، ذات أهداف مدمّرة وهي خطر على البشريّة. إمسك أعصابك :p

    ريحان، عندما كنت في روسيا، خبّرني أندريه عن السّونا السويديّة التي يبدو أنّها تجربة من أفضل الأنواع أيضاً.

    Ramzi, just tell me what you've heard exactly, and I'll get back to you ;)

     
  • At ١٨/٩/٠٥ ١١:٣١ م, Blogger lifeflaw said…

    أنا ســـعيد لأجلك؛ عظيم أنّك استمتعت بوقتك. :)

     
  • At ١٩/٩/٠٥ ١:٤٠ ص, Blogger Muhammad Aladdin said…

    هيه! لن افعل ذلك ابدا!
    توقيع
    الشخص السمج في داخلي
    :)

     
  • At ١٩/٩/٠٥ ٩:٢٤ ص, Blogger Eve said…

    Ahmad, don't do that :)
    I never said you have an obligation to write in Arabic, please be youself :)

    سلام أيّها الشّخص السّمج في داخله، كيفه علاء ;-)؟

     
  • At ١٩/٩/٠٥ ٩:٣٩ ص, Anonymous غير معرف said…

    Emmm ...
    Sounds excellent ....
    Promise, i will try it once i am back ..
    And about the movie you recommend, i have been waiting for it ...
    Minchoufik ;)
    Missed your company ; )

     
  • At ١٩/٩/٠٥ ٩:٥٣ ص, Blogger Eve said…

    Hey you...
    Missed you kamein. Yalla, come back ba2a...

     
  • At ١٩/٩/٠٥ ١٠:٢١ ص, Blogger Ahmed Shokeir said…

    عندنا فى مصر بيقولوا حمام الهنا
    أعتقد إن كل إمرأه لو أقبلت على هذا الحمام قبل الزواج هاتسيب تأثير كبير على حياتها الزوجيه

    نعيما إيف .. عقبال أدم هو كمان

     
  • At ١٩/٩/٠٥ ٢:٢١ م, Blogger Tara said…

    خليتي عالم البلوجز كله طراوةو روايح طيبة بهالبوست

    "نعيما

     
  • At ١٩/٩/٠٥ ٩:٥٠ م, Blogger Delirious said…

    Ana baddeh! :(

     
  • At ٢٠/٩/٠٥ ١٢:٢٦ ص, Blogger Eve said…

    أحمد، معك حقّ.
    وإيدك عالمصاري/الفلوس أيّها الزّوج ;)

    تارا، شكراً يا حلوة.
    هو عطر الزّيوت قويّ لهل الدرجة؟ :p


    Del,
    ana baddeh marra tenyeh! :)

     
  • At ٢٠/٩/٠٥ ١:١٦ ص, Blogger Unknown said…

    امممم... احساس بالراحه من مجرد القرايه

     
  • At ٢٠/٩/٠٥ ١٠:١٦ م, Blogger Eve said…

    انشالله إيامِك على طول مريحة :-)

     
  • At ٢٣/٩/٠٥ ١:٢٣ ص, Anonymous غير معرف said…

    لن أستطيع أن أغير لأني لا أتخيل نفسي أدخل نفسي بنفسي في غرفة خانقة الحرارة أو البخار. لكن لا مانع أن أجرب القفز في بحيرة سويدية مثلجة ذات يوم. أظن أرخص كمان :)

    أريد أن أشاهد الأخوين جري. أعرف حكاية جمعهما الحكايا لكن إعلان الفيلم جذب انتباهي.

     
  • At ٢٧/٩/٠٥ ١:٤٩ م, Blogger جنة الحواس said…

    أجمل اللحظات تلك التي ندلل فيها انفسنا ..

    I really enjoy going 2 the spa .. after some stressful days .. It feels great .

     
  • At ٢٧/٩/٠٥ ٦:١١ م, Blogger Eve said…

    ألف، خبّرني عن النتيجة :)

    بروك، صحّ. مرحباً بزياتك الأولى. عودي مجدّداً.

     
إرسال تعليق
<< Home
 
About Me

Name: Eve
Home: Beirut, Lebanon
See my complete profile




Who Are You?

Free Guestmap from Bravenet.com Free Guestmap from Bravenet.com

الموووود

My Unkymood Punkymood (Unkymoods)

بعضٌ منّي... بعضٌ منهم
هفوات مبارح
هفوات بعيدة

على الرّف

dominique

Powered by

15n41n1
BLOGGER