أخيراً! أخيراً، وبعد انقطاعٍ طويل، عدت اليوم إلى الرّياضة. تسجّلت في قاعة التّمارين الرّياضيّة، حيث لطالما واظبت على رفع الأثقال، وممارسة تمارين شدّ المعدة، والسّير الحثيث. كما سأعود إلى متابعة ساعات "الاستريتشنغ"، أو رياضة شدّ العضلات، كما يطلقون عليها أحياناً -ولا أدري لماذا، فلا أحد يستخدم هذا الاسم هنا-. وفي هذا الصّف، يستمتع المشاركون أشدّ الاستمتاع بالمدرّّب وهو يفسخ لهم أرجلهم! إذا أردتم أن تتصوّروا الفكرة، ما عليكم إلا تخيّل منظر الرّومان القدماء، وهم يعذّبون سجينهم، بربط كلّ رجلٍ من رجليه بحصان، ودفع كلّ حصانٍ إلى ناحيةٍ معاكسة للأخرى! (أشدّ الاستمتاع!) وليس هذا وحسب، بل لم أنسَ إضافة ساعتي رقصٍ في الأسبوع أيضاً. إنّها أشبه بعودة الظّافر فعلاً :-)
لكنّ المشكلة الوحيدة أنّهم جميعاً، وفي آنٍ واحد، أقلعوا عن تسجيلي في قسم الطّلاب. خلاص! يبدو أنني أمسيت فعلاً راشدة. سيناهز عمري الرّبع قرنٍ عمّا قريب. ولم يعد من مجالٍ لإطالة المرحلة السّابقة! (ربع قرنٍ! أفّ، يبدو وقعها ثقيلاً حين أقولها بهذه الطّريقة!) لا أظنّ أنّني سأعود إلى مقاعد الدّراسة بعد الآن، ولا أنفق السّاعات الطّويلة لأحفظ الدّروس التي لا سبيل إلى حفظها، ولا أخضع للامتحانات، ولا أشعر بالملل في محاضرة أستاذٍ يدفعك إلى "تنتيف حالك"، كما نقول نحن هنا :-) والغريب أنني لا أدري إن كان هذا مدعاة تهليل أم حزن. (بعد كتابة كلّ هذا، يبادر إلى ذهني سؤال: أويعقل أنّني ساديّة؟)
أريد إضافة أمرٍ آخر. بعد عودتي، لمست الكثير من التّغييرات. لم تعد الأمور كما ألفتها قبلاً. وجوه جديدة صار لها أهميّة أكثر منّي، أنا القديمة التي تعرفها هذه الجدران أكثر ممّا تعرفهم. ووجوه قديمة اختفت مثلي، أو اختفى الرّابط الذي كان يجمعني بها، فأمست غريبة كالجديدة.
بعد التّفكير، لعلّي لا أحبّ التّغيير. فحتّى تقبّله يفترض منك أن تبلغ مرحلةً متقدّمة من النّضوج والوعي. ولا أدري إن كنت مستعدّةً لذلك بعد. "بدّي إرجع بنت زغيرة على سطح الجيران!" لأ، مش أنا قلت هيك، صاحبتنا فيروز.
|
سلام
أبارك لك الخطوة الجبارة التي قمت بها إنها بالفعل جبارة في نظري فمنذ سنوات وأنا أخطط للعودة لمزاولة الرياضة ولم أنجح في ذلك بالرغم من البرامج والتسجيل في النوادي بل وصل الأمر الي درجة اغراءات من الاصدقاء
استمري فعلى الأقل ستنفعك الرياضة في تصريف الغضب الذي يلف هذا العالم