mysteriouseve
هنا، ألوذ في هدأة هذا الليل براحةٍ من قيظ النّهار. هنا، أحوك في الفكر خواطر، وأولّد على الشّفة بنات. هنا، ابتسامات حنين ترجّع صدى طفولةٍ نائية، وقصص حبّ طواها الزّمن. هنا، حلمٌ بغدٍ أجمل
توعّك
لا أدري كيف مرّت اللّيلة الفائتة بسلام. فمعدتي التي يبدو أنّني أنهكتها، ذلك المساء، جعلتني أتقلّب على فراشٍ من الشّوك اللّيل بطوله. وما كدت أستسلم للنّوم عند مشارف الصّباح، حتّى كان موعد استيقاظي قد حان، استعداداً للعمل. بعد أخذٍ وردّ طويلين، وقعت أخيراً تحت تأثير وسادتي التي لم تكلّ يوماً من تحريضي على النّوم صباحاً. وها أنا إذاً قابعة في البيت، أمارس طقوس المريض وعاداته، من شرب السّوائل السّاخنة، فالالتحاف بأغطية السّرير، ثمّ الشّعور بالرّكود والخمول طيلة النّهار. هذا غريب. فلمّا كنت كثيرة التّذمر من العمل الذي يأكل ثلاثة أرباع يومي، لم أحسب قط أنّني سأشعر بهذا الفراغ، لا سيّما أنّني حظيت أخيراً بيومٍ خاصّ بي وحدي.

حين يلملم الليل نجومه الأخيرة، عادةً ما يخطف معه الأحلام التي أقرضني إيّاها في فترة نومي. فأستيقظ وقد غابت عن بالي كلّ المشاهد السّينمائيّة، من إخراج لاوعيي المجنون، في خضمّ لحظاتٍ تفتقر إلى المنطق... لكن عجباً لأحداث النّهار المتقلّبة حين تردّ إليك، من حيث لا تدري، بعضاً من هذه المشاهد، وقد انسلّت من جعبة الحارس الأسود! أبتسم وأنا أتذكّر جزءاً من منام الأمس: نحن مجموعة في رحلة نحو معبد شاهق، تفصلنا عنه صخورٌ وعرة ومستنقعات راكدة. عند إحدى مراحل مسيرتنا، أرى نفسي جالسة إلى جانب زميلة قديمة من أيّام المدرسة، أجهل ما محلّها من الإعراب في حياتي. وإذا بفيروز، نعم فيروز ما غيرها، تقبل وتجلس إزاءنا. وبطبيعة الحال، رحنا نلوّح لها بأيدينا، وقد تفاجأنا بحضورها لا بل بوجهها المشرق البسّام أيضاً. وما هي إلا هنيهاتٌ حتّى كانت تردّ لنا التّحية، وتنظر إليّ بالتّحديد، قائلةً: "مرحبا إيف، كيفك؟". (المشهد أحلى في الحلم، لأنّها تستخدم اسمي الحقيقي :-)) لا شكّ في أنّني أخذت أتلفّت ورائي في هذه اللحظة، وأنا أستطلع من عساها تخاطب هذه المرأة. وحين فطنت أخيراً إلى أنّني المعنيّة (وحمداً لله أنني فعلت!)، أجبتها وأمارات التّساؤل تكسو وجهي: "فيروز، كيف تعرفين اسمي؟" أمّا هي، فابتسمت مجدّداً، كمن يقول: "ولَوْ!"

في بعض الأحيان، للهلوسات الليلية مذاقٌ حلو، رغم سذاجتها، بل بسبب سذاجتها هذه بالذّات. أجهل ما معنى هذا المنام، لكن في حال قابلت فيروز فعلاً، لا تقلقوا، ستكونون أوّل من يعرف بالأمر:-)
1 Comments:
إرسال تعليق
<< Home
 
About Me

Name: Eve
Home: Beirut, Lebanon
See my complete profile




Who Are You?

Free Guestmap from Bravenet.com Free Guestmap from Bravenet.com

الموووود

My Unkymood Punkymood (Unkymoods)

بعضٌ منّي... بعضٌ منهم
هفوات مبارح
هفوات بعيدة

على الرّف

dominique

Powered by

15n41n1
BLOGGER