هنا، ألوذ في هدأة هذا الليل براحةٍ من قيظ النّهار. هنا، أحوك في الفكر خواطر، وأولّد على الشّفة بنات. هنا، ابتسامات حنين ترجّع صدى طفولةٍ نائية، وقصص حبّ طواها الزّمن. هنا، حلمٌ بغدٍ أجمل
السبت، نيسان ١٥، ٢٠٠٦
حلمٌ بلغةٍ أخرى
على أبواب الصّدفة التقيا. لا يتقن لغتها. لا تتقن لغته. عند عتبة لغةٍ ثالثةٍ تواعدا. تتكلّم كثيراً. عمّا فات وما سيفوت، وعن اللّحظة التي يعيشانها ولم تفت بعد. لم تتكلّم بهذا القدر قبلاً قط. لم تشعر بهذا القدر من الانبعاث قط. عند عتبة لغةٍ ثالثة. يسيران لساعاتٍ طويلة. يستهلكان اللّغة الثّالثة. يبدّلان مقهىً بآخر. وسط المدينة. مونو. وفي الجميزة ينتهي بهما الحال. يضحكان. خارج حدود كلّ اللغات، يضحكان.
على الطّاولة ورقةٌ وقلم. صفحةٌ بيضاء تستجدي ملمس الكلمات. يريدها أن تكتب له، بعيداً عن أسوار تلك اللّغة الثّالثة. تأسره حنايا اللغة غير المألوفة التي تولد عند يمين الأسطر، وتتمايل كلوحةٍ نحو اليسار. لا يفهم ماذا كتبت. يطوي الورقة ويدسّها في جيبه. يوماً ما، سيسأل أحد العابرين وحينها سيستعيد الذّكرى. ويفهم.
غريبان في شارعٍ غريب. وحدهما وكأسُ. وحدهما وليلُ... يتحدّاها بأن يحملها ويجري. يتحدّاها بأن يصدح بالغناء. بطرق باب المنزل المجاور... يتحدّى وينفّذ كلّ تحدّياته. وخارج حدود اللّغات، يبتسم ويقبض مكافآته.
يكاد ينسى موعد إقلاع طائرته. يخبرها عرضاً أنّه يودّ العودة يوماً. لا تسأله متى. لا يسألها أين ستكون. لن تطلب أن يبقى على اتّصال، ولن يدوّن لها بريده الإلكترونيّ. لن يحفظ هاتفُها الخليويّ رنّةَ صوته في الذّاكرة، ولن تسجّل كاميرته آثار اللّيلة الأخيرة في بلاد المشرقيّين. لن يكتبا فصول مسرحيّة بلا أبطال. سيمارسان فعل الهروب على أطراف لغةٍ ثالثة.
يستقلان سيارة أجرة، يتجاهلان السّائق منها. مرّةً أخرى، يستهلكان اللّغة الأخرى تجنّباً للحظة وداعٍ مربكة. تبلغ شارعها سريعاً وتترجّل. تجري ولا تلتفت إلى الوراء. تعلّمت ألا تلتفت إلى الوراء عند التّرجل من السيارات. تسمع الهدير يبتعد، وصوته يتوارى؛ وعمّا قريب، وجهه سيتوارى بدوره، وتضمحلّ معالمه شيئاً فشيئاً؛ فقد أبت أن تحنّط ذكراه في درج رسائلها. تفتح باب المنزل. تخلع ملابسها بهدوء. ترمي بفردتي حذائها في مكانٍ ما. تزيل ماكياجها. ثمّ تنطرح على السّرير.
في اليوم التّالي، تفيق برأسٍ متثاقل. تشعر أنّها حلمت حلماً بلغةٍ ثالثة... حلماً خلّف آثاراً مبهمة، أو قصّةً لا تدري إن حدثت حقيقةً. يخيّل إليها أنّها البارحة كانت إنسانةً أخرى... في وقتٍ لاحق، تقع في حقيبتها على رسالةٍ غريبة. بلغةٍ غريبة. تطوي الورقة وتدسّها في جيبها. تعد نفسها أنّها، يوماً ما، ستسأل أحد العابرين عنها. علّها، حينذاك، تفهم.
Eve, i can't read your blog without ending up smiling and enjoying am glad i can still read your language :)because sometimes i know you have a language of your own with the same alphabet ;)
raw3a...raw3a ya eve.. you captured a feeling and portraied it in a very beautiful way.. i know this feeling, very, very well. i have been there, in that exact place, i cant remember where and when, i havent kept the memroies, and the faces, with time, must have faded away! or maybe its just that your portrait is so alive, that i feel that i lived it myself. i will never know.
hi eve this is very nice post, i feel a lot of emotions in this post more than any other post i have read. what was your motive ?, is it a story from real life? or another fantasy that u just amazed us with it?. i think it is most likly to be a fantasy, because there is no such happy ending for such nice story in real life. Do u agree?????????????? thnx eve have fun yours the master
Eso esta muy bonito,.... aunque yo habia dicho que no iba a comentar mas nunca sobre tus escrituras despues de lo que me hiciste aquella vez, pero ya te la perdono, ... neto el yogurt :op
Eve, Once more I emphasize on the way u describe scenes, it's amazing how u can convey ideas through a vivid text full of imagination… breathtaking… bravo Eve
I love your use of the "third language" to hint at that indivisible distance between every two individuals. Very effective. Especially in that context that reads like a Fairouz song from the early 80s... You know, when I miss reading good Arabic writing, I come here... Thank you.
beautiful.