كم بات سهلاً طعمُ الموت هنا.
سَحَقَنا في المرّة الأولى، وخلَّفنا في قاع يأسنا المرّة الثانية. لكن شيئاً فشيئاً، صار جزءاً منّا، لا بل أمسى مجرّد بيدقٍ هزيل في لعبتنا. بات الموت مجرّد لائحةٍ طويلة من الأسماء، نتلوها صباحاً؛ ثمّ ننكفىء على سواد أنفسنا ليلاً؛ ثمّ ننسى؛ ثمّ نتذكّر لبرهتين أو ثلاث؛ ثمّ نعود فنغرق في تيّارات حياتنا اليوميّة المملّة... وأخيراً، نُصاب بداء اللامبالاة. كم هو مزعج أن يمسي الموت مرادفاً لأيّ فعلٍ آخر.. مرادفاً للسّير والأكل والنّوم والجنس.. ومرادفاً للحبّ والأنفاس والقبلات المنثورة في الهواء. كم هي مثيرةٌ للاشمئزاز تلك اللحظة، حين تتلقى خبر سقوطهم، لكنّك تواصل ما كنت تفعله، بكلّ برودة، كأنّ شيئاً لم يكن... لأنّ رائحة الحريق باتت مألوفة... لأنّ اللّون الأسود بات الوجه الآخر لكلّ الأشياء... ولأنّك، بكلّ بساطة، تعوّدت.
حين تنتصر العادة على الموت، كم يمسي صعباً أن تتحمّل الاستيقاظ، كلّ صباح، مع نفسك.
حين تقسو القلوب في صدر شعبٍ بكامله، تسقط دمعة، لكن لا يلتفت إليها أحد.
|
yeslam timmek ya hawwa. Beautifully written. Beautifully sad. But remember that, when change is imminent, and a pulsating vibrant new life is waiting in the visible distance, death becomes a habit and a companion, a painful but necessary routine, until the life we're seeking becomes truly and permanently ours.