mysteriouseve
هنا، ألوذ في هدأة هذا الليل براحةٍ من قيظ النّهار. هنا، أحوك في الفكر خواطر، وأولّد على الشّفة بنات. هنا، ابتسامات حنين ترجّع صدى طفولةٍ نائية، وقصص حبّ طواها الزّمن. هنا، حلمٌ بغدٍ أجمل
صارت معكم شي؟
وصلت إلى المكان المنشود في الموعد تماماً، إلا إنّني بقيت لدقائق إضافيّة في سيّارتي وأنا أتمنّى ألا يمرّ الوقت ببطئه المزعج هذا. فما كنت على وشك أن أفعله لم يبعث فيّ أيّ نوعٍ من الحماس.

كانت ريما قد اتّصلت بي في وقتٍ مسبق من ذلك النّهار. قالت إنّها تنوي أن تعدّ مفاجأة لصديقها "العزيز على قلبها"، بمناسبة عيد ميلاده؛ ثمّ دعتني إلى ملاقاة أصدقائه في مقهى مجاور كي نفاجئهما معاً عند دخولهما. كلّ شيءٍ على يرام حتّى هذه اللّحظة، باستثناء أنّني لا أعرف أصدقاءه ولم تقع عيني على أيّ منهم قبلاً قط. بالتّالي، كان من المفترض بي أن أدخل المقهى، وأجول على الطّاولات، وأنا أسأل الحاضرين: "هل أنتم أصدقاء "ميم" وريما؟" إذا فكّرتم في الأمر، ليست الفكرة مشجّعة إلى هذا الحد. ما علينا! كان المقهى عبارةً عن غرفةٍ ضيّقةٍ واحدة. عندما دخلته –للمرّة الأولى- أجلت نظري، ودرست الحاضرين، فلم أرَ بينهم من يفي بطلبي. فما كان منّي إلا أن عدت إلى ملاذ سيّارتي وهاتفتها: "أين هم أصدقاؤك في مثل هذه السّاعة؟". ثمّ اتّفقنا، أنا بصبري الذي بدأ يفرغ، وهي بكلماتها المشفّرة، على أن أعاود الكرّة قبل دقيقةٍ واحدة من وصولها. فلا شكّ في أن الجميع سيكون قد وصل بحلول ذلك الوقت. أمري لله. دخلت المقهى للمرّة الثّانية. من هم.. من هم يا ترى؟ أخيراً، انتقيت طاولةً جلست إليها مجموعةٌ كبيرة من الأشخاص، وسألت، وكلّي أمل أن أتلقّى ردّاً بالإيجاب: "هل أنتم أصدقاء "ميم"؟". غير أنّ الهنيهات التي أنفقوها كي يفهموا ما هو هذا الاسم الغريب كانت جواباً كافياً وغير متوقّعٍ بالنّسبة لي. ما هذه الليلة التي لن تمرّ على خير؟ آه، طبعاً بين الفينة والأخرى، كانت الفكرة الأبرز التي تمرّ في بالي هي: سأقتلك يا ريما! وما زاد الطّين بلة أنّ الشّباب الذين سألتهم أصرّوا على أن أجلس معهم بانتظار مجيء أصدقائي، لئلا أبقى واقفةً طيلة الوقت. وهكذا، وجدت نفسي جالسةً إلى طاولة مع أشخاصٍ لا أعرفهم، ونحن نحاول أن نفتح أيّ مجالٍ للحديث في هذا الوضع الغريب. بعد ذلك، اتّصال هامس آخر من ريما، وتعليمات أخرى لإنجاز العمليّة السريّة: "ماذا تفعلين في المقهى؟ إنّهم ينتظرونك في الخارج!" بعبارةٍ أخرى: وضعتِ نفسك في هذا الموقف مقابل لا شيء! والسّبب: تغيير مفاجىء في الخطة، وصعوبة التّواصل بين جميع الأطراف. المهمّ! المرّة الثّالثة التي دخلت فيها المقهى كانت موفّقة والحمد لله، لا سيّما وأنّني كنت مصحوبة بالأشخاص المطلوبين، وأنّ صاحب العيد قد تفاجأ فعلاً.

أخيراً، روى كلّ منّا روايته الخاصّة للأحداث. اتّضح أنّ المساكين كانوا يبحثون عنّي بدورهم. أخرج من المقهى، فيدخلون. أدخل، فيخرجون. ضحكنا كثيراً... وطبعاً، أكلنا "جاتوه" (لا تحسبوا أنّني أغيظكم، فأنا لا أحبّ الجاتوهات كثيراً)! وكلّ سنة وأنتم بخير :-)
8 Comments:
  • At ١٢/٦/٠٥ ١٠:٢٢ م, Blogger BLUESMAN said…

    سلام
    هذا الموضوع يذكرني بحكاية الشخص الذي تعرف علي فتاة عبر الهاتف فاتفق معها علي عقد لقاء لكن المشكل أن كل واحد منهما اختبأ في زواية قريبة من مكان الموعد وانتظر مجيء الطرف الاخر فكانت النتيجة عدم لقائهما
    ليدخلا بعد ذلك في نقاش طويل حول من أخلف الموعد

     
  • At ١٣/٦/٠٥ ٥:٣١ م, Blogger Ramzi said…

    haram Eve... I can imagine the akwardness!

     
  • At ١٤/٦/٠٥ ٩:١٣ ص, Blogger Tara said…

    ايف
    المهم ان صاحب عيد الميلاد فرح بالمفاجأة

    ريحان
    ما اعرف ليش اعتقدت انك بطل الحكاية اللي حكيتها في تعليقك

     
  • At ١٤/٦/٠٥ ٩:١٨ ص, Blogger Eve said…

    بعد ناقص ما يفرح! كنت جبرته يفرح رغماً عنه :pppppppp

    عجبتني نظريّتك، معقولة كتير يكون ريحان عامل هالعملة ;-)

     
  • At ١٤/٦/٠٥ ٨:١٢ م, Blogger BLUESMAN said…

    سلام
    تارا وأيف: لست صاحب هذه العملة لكن وقعت لي بحكم العمل مواقف اغرب منها
    منها واحدة منذ حوالي سنة عندما كنت في القطار وقام شخص بتوجيه سيل من السب والشتم لعمل قمت به بالرغم من انه تكلم معي صباحا لتهنئتي عن العمل الرائع منذ ذلك اليوم تأكدت أنه من المهم ان لا يعرف البعض شكل وجهك

     
  • At ١٤/٦/٠٥ ١١:٢٤ م, Blogger Eve said…

    ولا يهمّك ريحان، هذا البعض لا يستحقّ حتّى أن يرى شكل وجهك.

     
  • At ٢٩/٦/٠٥ ٤:٠٧ م, Anonymous غير معرف said…

    مرحبا.. معك الصديقة الجديدة التي تسعد بقراءة أخبارك و التعليق عى آراؤك.
    سأسمي نفسي "القارئة "ما رأيك؟
    لا بأس بذلك..
    أذن يا ايف؛ انه لموقف محرج و مضحك في آن.

     
  • At ٢٩/٦/٠٥ ٨:٥٢ م, Blogger Eve said…

    مرحباً أيّتها القارئة، اسم جميل :-)

     
إرسال تعليق
<< Home
 
About Me

Name: Eve
Home: Beirut, Lebanon
See my complete profile




Who Are You?

Free Guestmap from Bravenet.com Free Guestmap from Bravenet.com

الموووود

My Unkymood Punkymood (Unkymoods)

بعضٌ منّي... بعضٌ منهم
هفوات مبارح
هفوات بعيدة

على الرّف

dominique

Powered by

15n41n1
BLOGGER