mysteriouseve
هنا، ألوذ في هدأة هذا الليل براحةٍ من قيظ النّهار. هنا، أحوك في الفكر خواطر، وأولّد على الشّفة بنات. هنا، ابتسامات حنين ترجّع صدى طفولةٍ نائية، وقصص حبّ طواها الزّمن. هنا، حلمٌ بغدٍ أجمل
لمن تعودين؟
أرى أنّك ما تزالين على قيد الحياة. أجهل متى تحادثنا للمرّة الأخيرة. أشعر أنّها شهورٌ طويلة. لم أحسب أنّك ستبقين حيّة. كلّ شيءٍ يموت من حولك، فلمَ أنت هنا؟ آخر مرّة رأيتك، كانت شعلةٌ ما تنطفىء في عينيك، وقلبك مطروحاً على كفّ الرّيح. قلتِ لي إنّك راحلة، وأنا لم أكلّف نفسي عناء مناداتك... لا بل في طيّات نفسي، داخل خبايا الأفكار المسفوكة، حيث ترفرف طيور الوحشة، خيّل إليّ أنّ رحيلك يبعث فيّ نوعاً من الارتياح. فما الذي تفعلينه هنا؟

ترمقينني بتلك النّظرة التي تستجدي الشّفقة. أودّ لو أركلك وأشبعك رفساً ولطماً، لكنّني أقابلك رغم هذا بابتسامةٍ. تُرى، كيف تولد الابتسامات على الوجوه الميتة؟ لا تسأليني، فأشياء كثيرة تعلّمتها منذ رحيلك. ما هذه النّظرة الحزينة في عينيّ؟ أرى أنّك ما زلت تكثرين من الأسئلة التي لا جدوى منها. دعك من عينيّ، فالحكاية المنسوجة فيهما مشهدٌ قديم، أنسى أن أسدل عليه السّتار أحياناً. تمدّين لي ذراعيك. في كفّيك المجموعتين، ألمح حفنةً من الكلمات. أنقّل بينك وبينها نظراتي الحائرة. أوتطلبين منّي العودة حقّاً؟ تنسين أنّ الطّرق التي نسلكها أحياناً رحلةٌ بلا عودة، وسيرٌ أبديّ في وجودٍ فارغ.

أريد أن أبكي. لكنّني لا أستطيع. أستجدي كلّ ما في داخلي من قوى عفنة، عساي أغسل آثار الحقد الجافة على وجهي. أريد أن أطلب السّماح.. أن أرتمي في أحضانك، وأترك رأسي يتهالك على كتفك. لكنّني لا أقوى على ذلك. انتهى الأمر، أمسيتُ جزءاً من اللّعبة. أيّ لعبةٍ؟ تلك التي أحالتنا ندّين: أنظر في المرآة، فإمّا أكسرك وإمّا تكسرني الصّورة في داخلي. لا عودة، أتذكرين؟ لعبة تستمرّ حتّى النّهاية، حتّى تخور إحدانا وتعيش الأخرى على التهام الشّظايا الزّجاجية.

لا تردّين. تطلقين الكلمات من بين يديك، كسرب فراشات. تتركينها ترفرف وتتناثر من حولي، فلا أستطيع أن أتفاداها. تمطرني من كلّ حدبٍ وصوب. كلّ شيءٍ مكسورٌ هنا، وأنت ما زلت تنثرين حشراتك التّافهة في وجهي. لماذا أنت هنا؟ لماذا؟

لا تردّين.
بكلّ بساطةٍ، تضعين حملك أرضاً. ومن النّاحية الأخرى للمرآة، تزجّين نفسك في الزّجاج. قويّاً كان اندفاعك. فيه عزمٌ غريب. فيه حنانٌ يلفحني للمرّة الأولى. أمامي، تتفتّتين كأبخرةٍ لم تكن قط.
وحدها على الأرض بقيت، الشظايا الزجاجيّة.
وفي الأجواء، ظلّت تتطاير حفنةٌ من الكلمات.
7 Comments:
  • At ٧/٦/٠٥ ٣:٠٨ ص, Blogger BLUESMAN said…

    سلام
    عودة جديدة لكتابات ايف كما نحبها
    في بعض الاحيان يكون للاحداث ثقلها الواجب لكن نحن دائما لقراءة الكلمات التي تقربنا من بعضنا البعض

     
  • At ٧/٦/٠٥ ١١:٣٩ ص, Blogger Muhammad Aladdin said…

    الله يا إيفو
    :)

     
  • At ٧/٦/٠٥ ٦:١٣ م, Blogger Rain Drop said…

    أسلوب رائع

    سجلي إعجابي :)

     
  • At ٨/٦/٠٥ ١٢:٢٩ م, Blogger Eve said…

    إلك وحشة يا ريحان، طوّلت الغيبة هذه المرّة.

    الله عليك إنت يا علاء :-)

    إعجابك يشرّفني يا قطر النّدى. نوّرتِ المدونة!

     
  • At ١٠/٦/٠٥ ٧:١٩ ص, Blogger Tara said…

    وأنا جاية اسجل اعجابي ايضا
    بكتابات ايف كما احبها

    اقرأ لك من زمان ، بس ما اعرف ليش اليوم بس تجرأت اكتب تعليق

     
  • At ١٠/٦/٠٥ ١٢:٢٣ م, Blogger Eve said…

    شكراً لك يا تارا. يهمّني دائماً أن أعرف تعليقاتك، فلا تتأخري عليّ :-)

     
  • At ١٠/٦/٠٥ ٥:٥٧ م, Blogger Eve said…

    Oh it's just another one of my insane dialogues with my myself.. I don't know if I should have said this, or leave it to your imagination :-)

     
إرسال تعليق
<< Home
 
About Me

Name: Eve
Home: Beirut, Lebanon
See my complete profile




Who Are You?

Free Guestmap from Bravenet.com Free Guestmap from Bravenet.com

الموووود

My Unkymood Punkymood (Unkymoods)

بعضٌ منّي... بعضٌ منهم
هفوات مبارح
هفوات بعيدة

على الرّف

dominique

Powered by

15n41n1
BLOGGER