بشرى سارّة لي ولكلّ من يهمّه الأمر:
أنهيت ترجمة الكتاب! ياهووووو! في الواقع، أنهيت وانتهيت في آن. فالكتاب (الكابوس العربيّ) "طلّع لي روحي"، وأراني النّجوم في عزّ الظّهر. يعني اسماً على مسمّى. صحيحٌ أنّ الآتي ما زال أعظم (وأعني بالآتي، مراجعة الكتاب من الألف إلى الياء وملء كلّ الشّواغر المزعجة التي تركتها مؤقّتاً، وتحسين ما طبعته أصابعي بطريقةٍ آليّة عندما كانت التّرجمة المتواصلة تجرّ بصاحبتها إلى الحضيض)، لكن بواسطة الأسبوعين اللذين وفّرتهما من المهلة النّهائيّة، والأسبوع الإضافي الذي لا شكّ سأستلفه من دار النّشر، أرجو أن يصبح كلّ شيءٍ على ما يرام.
في ناحيةٍ من النّواحي، وبطريقةٍ من الطّرق، يمكنني القول إنّ الكتاب، رغم أنفي، قد أعجبني. فالفوضى التي يعيشها المرء في عالم الأحلام ينجح الكاتب بتجسيدها بحذافيرها. لذا لا تتفاجأ إن وجدت نفسك في خضمّ قصّة داخل قصّة داخل قصّة، أو إذا انتقلت من مكانٍ إلى آخر بدون أيّ سببٍ ظاهريّ. فأنت تعيش كابوساً، أنسيت؟ وسرعان ما ستتعلّم أن تكفّ عن طرح الأسئلة، مدركاً أنّ حالة اللافهم التي تراودك إنّما هي إشارة إلى فهمك الفعليّ: "فأن تغرق في شبر مي هو المطلوب تماماً!". بعبارةٍ أخرى، ستعيش المحال على أنّه حقيقة، والحلم الخديعة على أنّه مقياس العقل، في رواية تقع في مكانٍ ما بين متاهة بورخيس، وفيلم حديث لبونويل.
تقول إحدى شخصيّات القصّة: "الكابوس العربيّ هو مرضٌ، ولعنةٌ، وخوفٌ، وغول." والكابوس هو حلمٌ بمعاناةٍ لانهائيّة يعجز المرء عن تذكّرها عند استيقاظه، فينجرف في تيّارها من دون أن يدري. لا بل إنّ الكابوس لا يخلّف فيه إلا خشيةً من النّوم ليلاً، وسيولاً من الدّماء تنزف منه صباحاً، مع كلّ ما يفرضه هذا الأمران من تبعات. من هنا، في عالمٍ من الشّعوذة، والقصّاصين، والصّناديق المقفولة، والحيوانات النّاطقة، والأسئلة الوجوديّة التي لا تلقى جواباً، يحلو لك أحياناً أن تكتشف، بعد لعن الكاتب ألف مرّة (لأنّه لم يفكّر في معاناة المترجم معه)، إحساساً يجعلك تتوقّف لبرهة وتقول: "والله، مش قليل!" وأنا، منذ زمنٍ، مشتاقة إلى هذا الإحساس.
|
Alf Mabrouk! :)
3a2beleh ana w hal deadlines! :(