أشعر أحياناً أنّني أريد أن أطلّق العالم بأجمعه، وأروح في إغفاءةٍ طويلة. يسيطر عليّ إحساسٌ غريب ومتزايد باللامبالاة: تجاه كلّ تقلّباتي المزاجيّة، وكلّ الأوضاع المتأزّمة الخاصّة والعامّة. لم يعد يهمّني أن أبذل مجهوداً يذكر من أجل ربط حبال التّواصل. أحياناً، بصراحة، ببساطة، بتجرّد، لا يهمّني شيء البتّة. ليس لي من وجبةٍ مفضّلة، ولا أغنية مفضّلة، ولا حتّى إنسان مفضّل. حتّى نفسي ليست لي. كلّما أنفت منها، داستني هي بأفكارها التي تفوقني سخريةً واشمئزازا. مللت منها وهي ملّت منّي. بتنا لا نطيق بعضنا البعض، وغالباً ما كنّا نقضي أيّامنا في نزاعٍ مستمرّ- هذا قبل أن نتخاصم، وتدير كلّ منّا ظهرها للأخرى طبعاً. ما كان يجرحني سابقاً بات لا يؤثّر فيّ، والذي أسمعه الآن يمسي غداً طيّ النّسيان. مشاعري بحارٌ جافّة، والعين نضبت دموعها منذ زمنٍ كأنّه الدّهر. لست مشتاقة إلى أيّ ذكرى، والطّموحات المستقبليّة كلامٌ فارغ. من كنت أكنّ لهم أشدّ مشاعر الكره، سابقاً، يمرّون اليوم في بالي كنسمةٍ خفيفة. ومن كنت أحبّ... لا أذكر عنهم شيئاً. هي اللامبالاة عينها. هي التي، حين تنظر في المرآة، تتسلّل إلى لون عينيك، وتقولب ابتسامتك في قالبٍ لا يتغيّر. هي التي تجبل من لمساتك خبزها، وتستمدّ من ألحانك الهواءَ الذي تتنفسّه.. التي، حين تسدل جفنيك، تراها في كلّ مكان.
اللامبالاة صحراءٌ ساكنة. لونٌ باهت. خربشات. صفعة لا تؤلم. دمٌ لا ينزف. قشرة خارجيّة. رحلة نحو النّهاية. عبثيّة. تجرّد. تحرّر ثمّ سجن. هروب نحو الذّات فهروبٌ منها. وقت رخيص. انكفاء. انتصار وهميّ. انهزام إبداعيّ. أسماء منسيّة. فعل خيانة. سأم معشّش. بكاء من غير دموع. انتحارٌ حيّ.
أقف على عتبتها. وهي تدعوني إلى الدّخول. |
sigh... another undiagnosed case of major depressive disorder. Call me for a prescription. Prozac will have you up and running again in no time :)