هنا، ألوذ في هدأة هذا الليل براحةٍ من قيظ النّهار. هنا، أحوك في الفكر خواطر، وأولّد على الشّفة بنات. هنا، ابتسامات حنين ترجّع صدى طفولةٍ نائية، وقصص حبّ طواها الزّمن. هنا، حلمٌ بغدٍ أجمل
الثلاثاء، آب ٢٢، ٢٠٠٦
نامي بقى، نامي
أستيقظ في اللّيل أحياناً، وأنا لا أدري أنحن في الهزيع الأوّل منه أم الأخير. أتحسّس الخليويّ إلى جانب سريري، لأعرف كم تبقّى من ساعات النّوم. الكهرباء مقطوعة والمكان غارقٌ في ظلامٍ دامس. إنّها ليلةٌ أخرى يترادف فيها انقطاع الكهرباء مع انحباس الهواء، والحرارة التي لا تطاق. أحاول أن أسحب نفساً عميقاً. لكن لا... لا أتمكّن من تحمّل كلّ هذه الملاءات الملتصقة بجسدي. أرمي الغطاء على الأرض. أنهض بحركةٍ واحدة. أنسى دائماً أنّ عليّ النّهوض ببطء، لأتفادى لحظة الدّوار التي تهدّد توازني. أتحسّس طريقي في الظّلام. أهتدي إلى الماء. أحتاج إلى غسل كلّ آثار الكوابيس عن جبيني، وصدغيّ، ومحيط رقبتي.
يقولون إنّ الحرب انتهت. هكذا إذن. انتهت كما بدأت، على حين غفلة، بخلاف كافة التّوقعات؛ بالضبط حين بدأ الجميع يألف رائحة المباني المحترقة مع الهواء. لا يزال ما يشبه أزيز الطّائرات في أذنيّ. لا أزال أتفقّد الأخبار كلّما سمعت ما يشبه الدّوي. سرابات الأصوات كلّها متراكمة في رأسي. سراباتٌ لا أكثر. تقتات على التّرقب والانتظار... أحياناً، تسمع الكون كلّه في شهقات انتظار، ألستَ أنت من أخبرني ذلك؟ أنّ بإمكاني الإصغاء إلى ما يحلو لي في مساحةٍ معيّنة من الصّمت؟ هدير البحر في قوقعة، أو نغمة عود من طابق مهجور، حتّى صوتك، بعد مدّةٍ طويلة على رحيلك، قلتَ إنّني أستطيع أن أسمعه في الصّمت. فلمَ أختار أن أرسم هذه الأصوات الأخرى؟ يقولون أشياءَ كثيرة. يتنازعون على إكليل الانتصار.. سائر حكومات الأرض، في سائر بلاد العالم، الكلّ يريد أن يقتطع منه حصّة. "أطنان المساعدات" تكفي ليطمئنّ بال أصحاب القرار. أولمرت يتوعّد بإعادة الكرّة. ولا أحد يدّعي الخسارة. فالخسارة طرطورٌ قبيح لا يريد اعتماره أحد. لمَ أعجز عن تصديقهم كلّهم؟ أجلس في زاويتي وألبس الطّرطور. تجّار الحرب يتاجرون بي. أشعر أنّني الخاسرة الوحيدة.
الماء ما زال يتدفّق من الصّنبور. أسمعه في الخارج أيضاً، يتدفّق من السّماء. ونحن في منتصف آب. والحرارة لا تُطاق. أيّ انقلابٍ للمقاييس هو هذا؟ أيّ سراباتٍ من الغبار ينوي أن يغسل المطرُ؟
أوقف تدفّق الماء. بحلول ذلك الوقت، اعتادت عيناي ظلام الأشياء. أستلقي في السّرير من جديد. أحدّق في السّقف. لا أعرف ماذا أرى بالتّحديد. أودّ أن يشكّل ما أراه رسماً مطّرداً... كلمةً، خريطة، خيوطاً... أيّ شكلٍ... أيّ صوتٍ. أريد أن أهندس الفراغ. أن أصنع مساحتي الخاصّة من الصّوت، وألوّنها، وأخزّنها لحين تدعو الحاجة. شيئاً فشيئاً، أسمع همس بيتٍ على سطحه عريشة. نعم، هناك في السّقف. لا، كان بيتاً قرميديّاً. أخبرتك قبلاً أنّني أحبّ البيوت القرميديّة، صحّ؟ أتابع الإصغاء. أسمع شبابيكه وهي تُشرّع؛ أزهاره وهي تتفتّح؛ ومطره يتساقط بهدوء. وإذا أصغيتُ مليّاً، عند تلك اللّحظة الوحيدة قبل الغرق في السّبات مباشرةً، لسمعتُ قهقهاتٍ تصدر من تحت الملاءات، لأولادٍ لا يختبئون؛ يريدون اللّعب لا أكثر.
حسنٌ عليك أن تجبرني على النّوم الآن. تعرف كم أتفوّه بالحماقات حين تتركني أتكلّم على سجيّتي ثمّ تضحك عليّ سرّاً.
(لا يهمّني إن كنتُ قد اشتكيتُ من الحرّ للتوّ... لا تسرق لحافي!)
Eve, you are capable of extracting such delicateness out of the brutality that is war; you make it human, tangible and almost beautiful, even. You make me want to translate your words, and read them out loud to people who have never heard of you. You make me want to record your words, like Jooj did, and play them again and again and again, even though they are so delicately heartbreakingly sad. Maybe that child in me hopes that if somehow I could manage to make everyone read or listen to your words there will be no more war. But perhaps the adult in me only wants to inflict that sweet pain on everyone...
إيف...ودوماً بعد كلِّ ليل...هناك صباح وشمسٌ مشرقة فهل تمحو أحاسيس وكوابيس الليل المنصرم؟ عسى لليلكِ وليل وطنناأن يتبعه دوماً يوم هو أحلى الأيام...وفي النهاية...هذه هي الحياة...كما قال الشاعر: جُبلت على كدرٍ وأنت تريدها صفواً من الأقذار والأكدار عاالله يا إيف
hi eve دوام الحال من المحال after the sunset there is the sunrise. after the Birth there is Death. after the War there is Peace. after the Destruction there is Construction. so there is nothing supposed to be stable for a long time on this plant . sheerup u will be over it . we are humans,and the best feature for human is that we can continue our life . anyway good luck yours the master
Here I am commenting again "min b3eed la b3eed" :) In your simple style you said what I was unable to express through out the past weeks. If my soul had a tongue to speak, it would've uttered similar words! thanks for "humanizing" war, you made it more tolerable.
أهم شيء أن يتوقف "اللي ما يتسموش" تلويث مدونتك بالدخول إليها والإدلاء بتعليقات تنضح بالكراهية والحقد على لبنان واللبنانيين والعرب بشكل عام ...
أنا على فكرة دخلت على كام مدونة لأسرائيليين ووجدت بها أن الرأي العام هناك كان مشحونا - بشكل مرضي - لمواصلة الحرب مهما كانت النتائج والخسائر!! تصوري التعامل مع عدو شعبه أكثر "إرهابا" و"تطرفا" من حكومته!!
Eve, your word is like a finger on the pulse of the Lebanese psyche... We are all "kahsireen" in this war... Talk about victory to the one-day old in Chiyah...or marwhaeen.. or aitaroun... Your wish to give shape to nothingness and sound to silence is but the ripple of hope re-igniting a weary soul... An unmistakable sign that you belong to a "sha3b mish 3adi"... I love your writing... never ever stop... Hussein
je c de quoi tu parle, nous sommes passés par une période similaire appart que c'était une guerre civile, cela fait plus de 15ans et j'entend toujours le bruit des canons et des mitraillettes, je c comment on se sent et je suis de tout coeur avec toi.
" يقولون إنّ الحرب انتهت. هكذا إذن. انتهت كما بدأت، على حين غفلة، بخلاف كافة التّوقعات؛ "
سبحان الله وكانها لم تكن لتكون حربا بل مسرحية كل من شارك فيها بقصد او بغير قصد له دور وسينتهي بينما المتفرجون نوعان نوع يصيح استمري يا حرب حتي اخر لبناني ولننتصر علي العدو ..ليس منهم احد في لبنان
وقسم يقول يا رب سلم سلم..تتساقط الصواريخ عليهم...هم الضحايا
" لمَ أعجز عن تصديقهم كلّهم؟ أجلس في زاويتي وألبس الطّرطور. تجّار الحرب يتاجرون بي. أشعر أنّني الخاسرة الوحيدة."
حكمة بالغة ...قلتي كثيرا مما في صدري بسطور قليلة
" وإذا أصغيتُ مليّاً، عند تلك اللّحظة الوحيدة قبل الغرق في السّبات مباشرةً، لسمعتُ قهقهاتٍ تصدر من تحت الملاءات، لأولادٍ لا يختبئون؛ يريدون اللّعب لا أكثر." هذا صوت الامل يخرج من حيث لا تحتسبين وفي احلك لحظات النهاية علي يد من لا يعرف الخيانة ولا الازدواجية
" (لا يهمّني إن كنتُ قد اشتكيتُ من الحرّ للتوّ... لا تسرق لحافي!)"
لا تسرق لحافها اما لانها تريد اكمال الاستماع لضحكات الاطفال البريئة من تحت اللحاف؟ او لان الحر يتقلب والجو يتغير والبرد قد ياتي فجاة
او شئ اخر
اعتقد ان كل من قرا ما كتبتيه هذه المرة خرج بتفسير مختلف لبعض المقاطع وهذه من قوة القصة واسلوبها
Salut Eve, Je peux imaginer ce que tu endures sans l'avoir vécu. Sache que partout dans le monde des jeunes meurent de HONTE (SHAME ON ME) prace qu'ils sont impuissants! Je pense que la sincérité dont débordent tes écrits pourrait réveiller les âmes insouciantes. Je pense qu'il est temps que la situation change. Toi, au Liban, tu sens l'odeur de la chair mais malheureusement les sens de milliers de jeunes partout dans le monde généralement et le monde arabe en particulier ne captent plus la même odeur donc ne peuvent AGIR! Mais j'estime que ça ne va pas durer. Au plaisir de te relire! Que Dieu bénisse le Liban! God Bless Lebanon! Amicalement - Friendly
Eve, you are capable of extracting such delicateness out of the brutality that is war; you make it human, tangible and almost beautiful, even. You make me want to translate your words, and read them out loud to people who have never heard of you. You make me want to record your words, like Jooj did, and play them again and again and again, even though they are so delicately heartbreakingly sad. Maybe that child in me hopes that if somehow I could manage to make everyone read or listen to your words there will be no more war. But perhaps the adult in me only wants to inflict that sweet pain on everyone...