بعيداً عن الحرب واكسسواراتها، كريم بعتلي شويّة أسئلة مهضومة عن تقييم تجربتي في التّدوين وهيك. كتير منيح، لأنّو جايي عبالي شويّة رواق اليوم.
هل أنت راض عن مدونتك شكلاً وموضوعاً؟ شكلاً: كتّر خير إمكانيّاتي المتواضعة. أكتر من هيك ما بعرف حسّن بالشكل. فمبدئيّاً، راضية والذي منه. مضموناً: يمكن لازمني بوستات أقل كآبة شوي. إذا بدّي عدّ الأشخاص اللي تفاجأوا لمّا قابلوني شخصياً (لأنو كان في صورة معيّنة بتفكيرهم)، مش رح إخلص. إيف جزء منّي بس مش كل اللي فيّ.
هل تعلم أسرتك الصغيرة بأمر مدونتك؟ إخواتي بيعرفوا. بيقروا لمّا يكونوا زهقانين، وما في شي أحسن يعملوه، على حد قولهم :)
هل تجد حرجاً في أن تُخبر صديقاً عن مدونتك؟ هل تعتبرها أمرا خاصا بك؟ أوّل شي، يمكن كنت أكتر حفاظاً على الخصوصية ومدري شو. بس هلّق، صار الكل لاحقهم طرطوشة خبر، وما عندي أيّ حرج. حتّى ما عندي مشكلة خبّر ناس كنت حاكية عنهم بالعاطل على هالمدونة. يمكن لأنو بعرف ما حدا منهم رح يقرا أصلاً. نعم، بعتبرها أمر خاص، بس ما عندي مانع إنها تكون واحدة من وسايل التّعريف فيّ بالنّسبة للي ما بيعرفوني منيح. أصدقائي المقرّبين بيقروا على قد إمكانياتهم، أو بيطلبوا منّي إقرالهم ببعض الجلسات.
هل تسببت المدونات بتغيير إيجابى لأفكارك؟ أكيد. بصير عندي اطّلاع على نوعيّات مختلفة من التّفكير، من النّقيض إلى النّقيض. وتعلمت ما طبّق أحكامي الجاهزة على بعض المدوّنين.
هل تكتفى بفتح صفحات من يعقبون بردود فى مدونتك أم تسعى لاكتشاف المزيد؟ أسعى لاكتشاف المزيد. يعني على قد ما بقدر لحّق على المدونات اللي عم تكتر يوم بعد يوم. بلا حسيدة يعني. بس في محطّات ثابتة لازم ازورها يوميّاً، ومحطّات أسبوعيّاً، ومحطّات ستيل "زوروني كلّ شهر مرّة". هيك شي.
ماذا يعنى لك عداد الزوار.. هل تهتم بوضعه فى مدونتك؟ بالأوّل كان شي جديد، وأكيد كنت مهووسة بهالاختراع اللي بقلك أيّ ساعة بيجي الزائر وأي ساعة بيروح، وكيف، وعن أيّ طريق، وشو عمل عندك، وقدّيه قعد، وكيف بيشرب القهوة... بس بعدين خلص. مع إنو بالشّهر اللي مضى، وبظلّ فوران الزيارات عالمدونات اللبنانيّة، كان عندي فضول أعرف مين المهتمّين بالأزمة والذي منه.
هل حاولت تخيل شكل اصدقائك المدونين؟ بطّلت. خاصّة بعد ما أثبتت محاولاتي الماضية بهالمجال عن فشلها الذريع. بس تقريباً أكتريتهم هلّق صرت أعرف شكلهم، ونسيت المرحلة اللي كانوا فيها كلمات بلا وجوه.
اعترف! هل ترى فائدة حقيقية للتدوين؟ طيّب طيّب، رح اعترف. أوّل شي، كانت فايدة شخصية، وطريقة لفش الخلق. وبالمدّة الأخيرة، ما في الواحد ينكر المجهود الكبير اللي عملته المدونات اللبنانية وطريقة ملاحقتها للأخبار وردة فعلها على اللي صار. مش رح قول إنّو التّدوين هو المبشّر بالفتوحات وكاسر الظّلمات، بس أكيد كان إلو دور مهم، وهيدي الحرب كانت أكتر حدث نشط فيه التّدوين.
هل تشعر أن مجتمع المدونين مجتمع منفصل عن العالم المحيط بك أم متفاعل مع احداثه؟ مع إنو المجتمعين ببينوا كتير متشابهين، ومع إنو أحداث عالم الواقع هي دائماً مراية معكوسة بعالم التدوين، بس بالنهاية هنّ شغلتين منفصلين. من جهة، في حياة "إيف" و"المجتمع التخيّلي"، ومن جهة تانية، في اللي هي مش إيف وحياتها اليوميّة. ازدواجية بركي.
هل يزعجك وجود نقد بمدونتك ؟ أم تشعر انه ظاهرة صحية؟ صراحة اللي بيزعجني هن الناس اللي بيسكتوا بيسكتوا، وبالآخر بيفطروا على نقد. يعني ما بيطلع صوتهم إلا إذا مسكوا عليّ شي غلطة، وبدهم ينتقدوني عليها. بس بشكلٍ عام، ما عندي مشكلة، مع إنّو أكيد ما حدا هالقد بينبسط لمّا يكون كاتب شغلة حاببها، وفجأة بيتلقى رسالة الكترونية: "مستواك عم يتدهور! خيّبتلي أملي!" (يلي بتعرف حالك، مش رح إعتقك أبداً :) )
هل تخاف من بعض المدونات السياسية وتتحاشاها؟ هل صدمك اعتقال بعض المدونين؟ خوف لأ. تحاشي بالأحرى لأنّها مش من ضمن اهتماماتي. مع إنّو دايماً بطلّ طلّة، وبقرا العناوين الرئيسية، للعلم والخبر مش أكتر. بفترة الحرب على لبنان، تغيّر هالشي، وصار بيهمني تابع ردود الفعل المختلفة. بالنّسبة للاعتقال، استغربت، بس بالنهاية كل شي متوقّع من العقول الرّجعية اللي بتخاف من صوت الشّباب.
هل فكرت فى مصير مدونتك حال وفاتك؟ يييي، كتير. حتّى كتبت شي عن هالموضوع من زمان، بس بعده مسودّة، ما صار في فرصة إنو انشره عالمدونة. يعني، كم شخص ح يسألوا "وينك غايبة"، ح يجي صديق يقلهم "خلص، ما بقى في داعي للانتظار"، وحدا من المدونين عالمنتدى اللبناني ح ينشر بوست "اليوم فقدنا صديقة عزيزة" (إنو هيك بتصوّر، أوعوا ما يطلعلي بوست يعني!). ومدونتي حتبقى هيك لحالها. والزيارات حتخف. ومن وقت للتاني، حدا حيقرا بوست قديم للذكرى. وبس.
آخر سؤال : ماذا تحب أن تسمع؟ ما الاغنية التى تحب وضع اللينك الخاص بها فى مدونتك؟ هو أنا ما بحب حط لينك أغنية بالسايد بار. صارت معي مواقف بايخة لما الصوت بيطلع فجأة، وبجرّصني بمواقف غير مستحبّة. بس هالايام، عم حبّ اسمع مايكل بوبليه بهيدي الغنيّة. اكتب اسماء خمسة مدونين ليقوموا بهذا الاستقصاء بعدك . خمسة بس؟ همممم... ضحى ، وتارا، ونرمينا، ونور، وريحان. وأكيد إذا حدا بدّو، أهلا وسهلا. |
هه أخدنا نفس شوي من هالضغط اللي حوالينا.
مش رح إفطر ع بصلة بس اسمو "مايكل بوبليه"
وبعيدالشر.. ما بأى تجيبو سيرة الموت.. صرنا سامعين عنو كتير بهالشهر اللي مضي.
موفقة.. ايف