هنا، ألوذ في هدأة هذا الليل براحةٍ من قيظ النّهار. هنا، أحوك في الفكر خواطر، وأولّد على الشّفة بنات. هنا، ابتسامات حنين ترجّع صدى طفولةٍ نائية، وقصص حبّ طواها الزّمن. هنا، حلمٌ بغدٍ أجمل
الثلاثاء، آب ٠١، ٢٠٠٦
وفي اللّيل...
بين الشّوارع الذّابلة ليلاً، وتلك التي تشكو شوقها إلى الأنوار، أتمشّى أنا وإيّاها. فعلنا ذلك مراراً في السّابق، لكنّ منطقة الحمراء لم تقابلنا مرّةً كما تفعل الآن، بهذه البرودة المطبوعة على جدرانها، وتلك الأخيلة البشريّة المنطرحة على أرصفتها. حتّى أيّام إقفال مقاهيها المفضّلة، وفروغها من الطّلاب أوّل الصّيف، ووحدتها في عطل نهاية الأسبوع، لم يكن وجه الشّارع بهذا البؤس الذي نراه عليه الآن.
"الحمرا هذه الأيّام تكاد تكون النّبض الوحيد المتبقي في بيروت، الموئلَ لمن يريد السّهر مع قلقين مثله... مع لاعنين للحال وكافرين بالآلهة مثله... مع هواة التّرحم على وسط بيروت ومونو... مع الرّاغبين في إطفاء حزنهم مع كأسٍ ودخان سيجارة... مع الباحثين عن النّسيان..."
هكذا يُقال هذه الأيّام... فنهرع إلى الحمرا.
أتمشّى أنا وإيّاها. تسألني صديقتي السّؤال الذي لا يتغيّر: "إيف، متى ينتهي هذا الكابوس؟" أنظر إليها. أفتح فمي وأهمّ بالكلام. أتذكّر أنّها لا تنتظر منّي جواباً.
في المقاهي، الأشخاص أنفسهم الذين كانوا، قبل مدّة، مسمّرين أمام الشّاشات، تتبّعاً للمونديال، يتسمّرون ثانيةً إزاء صورٍ وحشيّة. الجزيرة والعربيّة والقنوات المحلّية: الهواية المفضّلة للّبنانيّين. وعلى غرار أيّام المونديال، تنطلق الهتافات للخسائر التي تحلّ بالجيران المسلّحين عند الحدود، والشّتائم لمشهد أولمرت وحبيبة قلبه كونداليزا، فصيحات التّحسر والوجع على الجثث المنتشلة. الأمر يشبه فيلم ويسترن، باستثناء أنّ راعي البقر القادم من الغرب سكّيرٌ يشهر أسلحته في عيون الأطفال.
الطّقس حارّ. حارّ بشكلٍ لا يُحتمل. محمّل بدخان القذائف ولهاث القتلى. حتّى إنّنا لا نعرف أن ننام ليلاً. نعم، لا بدّ من أنّه الطّقس. أبحث عن نسمة هواء. الشّارع مظلمٌ مظلم. أفتّش عن ضوءٍ.. عن نورٍ شحيح. أكاد أصطدم بشخصٍ افترش الأرض. أطلب من سيّارة أجرة أن تصحبني بعيداً. بعيداً عن هذا المكان. يجيبني السّائق: "لكنّ الأمكنة كلّها تشبه هذا المكان!". هو أيضاً يتكلّم اللّغة نفسها، كروّاد المقاهي، والنّائمين في الشّوارع، وصديقتي. هو أيضاً لا يعرف أن ينام.
- وأنتَ... أين تنام يا عم؟ يمدّ يده بحركةٍ واسعة، ويشير: "هنا". أتنسّم خجلاً في صوته. وتلزمني مدّة كي أدرك أنّ "هنا" تعني مقعد السيّارة حيث يجلس في تلك اللّحظة.
ثمّ يسأل السّؤال نفسه: "متى ينتهي هذا الكابوس؟" أنظر إليه. أفتح فمي وأهمّ بالكلام. أتذكّر أنّه لا ينتظر منّي جواباً.
Inshallah Eve ...Inshallah 2reeb heddan ra7 terga3 Lebnaon a7la mimakan . as long as you stand together.....together ...we stand..divided...we fall as Pink Floyed said.
and as I can see you standing in the face of this stupidity spreading all over the world...I'm sure you'll stand and Inshallah bterja3 a7la we a7la.
. أطلب من سيّارة أجرة أن تصحبني بعيداً. بعيداً عن هذا المكان. يجيبني السّائق: "لكنّ الأمكنة كلّها تشبه هذا المكان!". ... كنت ح اعلق بس لاقيت كلامك احلي :) كل سنة و انتي طيبة يا إيفو
Hi Eve, I am brazilian and I do not write very well in English. I see shocked that war and desires that this terror finishes soon. I am great-grandson of libanes, I do not have much ideia of as you must be suffering more feels an agony to each news that arrives for the periodical. My family and hanna shanhan unhappyly we lose our last name when we came to Brazil for 1930 return. Good Luck
As irrelevant as this may sound (not that that idiot's comment above is very relevant) but I have the feeling reading your entries that you are the Ghada el-Samman of the new war. (I know I told you this before, but not quite this way.) This kept on reminding me of her book "Kawabees Beirut", which I believe she wrote during the first Israel invasion. (I am rereading Mahmoud Darwish's incredible "Memory for Forgetfulness", which he wrote during the first Israeli invasion, and which I titled my thesis after...)
I just feel sorry for those who can't read Arabic so they can't read your incredibly humane writing. As hard as I or Mirvat or anyone try, there is something untranslatable about it, something that is so essentially Lebanese that it risks vanishing in another language...
On another note, I would have told you "Happy Birthday"; but I'll just wish you that your next is much, much better that it'll actually make up for this crappy one.
trust me, I, out of all people know the importance of translators (sh-hedteh majrouha as they say). So I do mean it when I say teslam 2idaykon :) it is thanks to those translated posts that people outside managed to hear about what I wrote and relate to how we're living here. Translators should get as much credit as writers. they're my favorite people :)
و في النهار ؟
...