صرت هون. من الجهة التّانية للبحر. من الوجه التاني للقمر. مطرح ما كل شي حلو، وبريّح، حتّى لو دايماً بيبقى بارد.
كان لازم روح. إنت بتعرفي. الكلّ عم ينهش من هالأرض، وأنا... بطّلت قادر اتحمّل. المنظر عالحدود كان بيوجّع. كلّهم بدّهم يبقوا؛ كلّهم لازم يفلّوا. كان بدّي ناديلهم. كنت رح إمسكهم من اكتافهم، هزّهم هيك، واصرخ فيهم: "كيف... ما تستحوا من حالكن..." نسيت إنّو أنا كمان، مع الرايحين، رايح.
أبشع شي الواحد يسافر بالباخرة، بتعرفي؟ الطّيارة كم دقيقة وبتطير. السيّارة، دعسة بنزين وبتمشي. بس بالباخرة، بضلك واقف عم تتأمّل بالمينا، غصب عنك.. عم تتطلّع عالأرض اللي عم تبعد، عالنّاس اللي عم تصغر، عَ إيد عم بتلوّح، عَ إيد غصّت مش قادرة تلوّح، ع كيس طاير بالهوا، ع بنت عم تنشر غسيل، ع بيوت مسكّرة، ما فيها بنات تنشر غسيل، ع حلمك اللي ضيّعوه... ع حلمك اللي، يمكن، إنت تركته يضيع...
ما فهم عليّ، صاحبي اللي بالمطار، لمّا راسي وقع على كتفه، وبلّشت إبكي.
لأ، مش مبسوط إنّي صرت بأمان. مضايق.. مقهور.. مخنوق من جوّا... أنا هون بأمان، وإنتو بعدكن هونيك. أنا هون خيال عايش مش أكتر، بس إنتو عالقليلي عايشين. أنا هون ما بسوى أكتر من خمس دقايق بالأخبار. أنا رقم. نحنا كلنا أرقام. هويّتنا الجثث والحجر اللي عم بيتكسّر... هون نحنا همجيّين، ما منعرف نعيش مع بعضنا. ما منعرف نحبّ. ما منعرف شو يعني الوطن، على طول، قبل الدّين...
أنا؟ هون ومش هونيك هون ومنّي هون هون ناسي حالي هونيك مش هون أبداً معكم هونيك
عم بلّش خبّص. إنت انتبهي لحالك. تبقي غنّيلي هالغنيّة أوقات... إذا بعدك عم بتغنيّ.
تحديث: للمساعدة، لا تنسَ زيارة هنا وهنا
|
Eve- That's what I feel being away....safe, and away from the horrible bombings sounds....I heard them that day over the phone....my heart fell when she jumped from her place when the sound got her by surprise....and I felt bad being away and safe.
At night, I think about you....sleepless....wondering what are you hearing....what are you thinking....what do you feel....and in the morning....I ask her the first thing....how are you today....hoping she'll be alive to say "mni7a"....
and 5 minutes after I close the phone, or go offline....I start worrying again....
akhhhh how much more difficult to be away....much more painful....
akhhhh ya Lebnen....