"الماء، أجلس عند الحافة وأسأله عن جواب. الماء ينصت إليّ. وعندما أرمقه، أرى صورتي مرسومةً في عينيه".
للماء عيونٌ رقراقةٌ، لا تفيض بالدّموع. فما يخاله الغير دمعاً ليس إلا ضحكاتٍ مكتومة، يطلقها كلّما تموّج واحمرّ منك خجلاً. كيانه هي والعطر الذي يتعطّر به صباحاً، انتظاراً لمجيئك. رجولة الماء لا تخشى لمسات أصابعك، وهو يشتاق إلى أن ترسمي فيه دوائرَ، أو تكتبي على خدّه اسمك. ومع أنّه يكره أن يعترف صراحةً، لكنّك تعرفين أنّه يشعر بالدّغدغة كلّما خلعت حذاءك، وحكيت له بتلاعب قدميك حكايةً. تعرفين أنّه يستحيل بارداً منعشاً عندما يكون سعيداً، فيدعوكِ للاستحمام، ثمّ يغطّيك بالأوراق اليابسة ويقبّل أصابع قدميك. وحين تحضرين حبيباً جديداً وتجلسينه عند حافّته، فإنّ الماء يحرد ولا يتكلّم، أو يسخن ويزمجر في امتعاض. يتوق حينئذاك إلى إغراقك في أعماقه، كي تصبحي جزءاً سرمديّاً منه. كي تصبحي أنت الماء، عيناً تترقرق ولا تدمع.
الماء، تروين حكاياته لكلّ حبيبٍ جديد، ثمّ تمسكين بيده وتبتعدان، وأنت تسمعين تكسّر الأوراق اليابسة تحت قدميك. وأنت تهربين من الأجوبة. وأنت تهربين...
وهو دائماً يسمعك، تضحكين في النّهاية وتسألين: "ترى، أيعرف الماء أنّه مجرّد ماء؟"
|
Eve,
you are great. I hope you know that!