هنا، ألوذ في هدأة هذا الليل براحةٍ من قيظ النّهار. هنا، أحوك في الفكر خواطر، وأولّد على الشّفة بنات. هنا، ابتسامات حنين ترجّع صدى طفولةٍ نائية، وقصص حبّ طواها الزّمن. هنا، حلمٌ بغدٍ أجمل
الأربعاء، شباط ١٤، ٢٠٠٧
إلى أين؟
"أعزائي المستمعين، صباح الخير وأهلا وسهلا فيكم على أثير إذاعة راديو سكوب! معكم عالميكروفون ميراي/أو نادين/أو ريما مدري شو إلخ إلخ اليوم الثلاثاء 13 شباط. منعرف قديش بتتشائموا من الرقم 13. منتمنى إنو يكون اليوم مدعاة للتفاؤل، والخير، وأحداثه المباركة تغيّر نظرتكم للرقم 13."
وأطفأت المذياع. رحت أنتعل حذائي، وأنا أقفز على رجلٍ واحدة، وأقضم ما تبقى من شطيرتي. لا أذكر أنّها أمطرت بهذا الجنون منذ زمنٍ بعيد. وقد تأخّرت عن العمل كالعادة. أتفقد حقيبة يدي، كما أفعل كلّ صباح: "هل نسيت محفظتي؟ الهاتف؟ المفاتيح؟ أمعي أوراق نقديّة صغيرة لسيّارة الأجرة؟" أخرج من البيت؛ يفاجئني هول المطر، فأسدل النّظر إلى سروالي ثمّ إلى برك الماء التي تحيط بالمبنى من كلّ جانب، فإلى سروالي من جديد: "شوف، ما إنتَ رح تاكلها حمّام شتي بالحالتين". أغمض عينيّ، وأخطو خطوةً واسعة، قفزاً في الهواء. لجزءٍ من الثّانية، جزءٍ بسيط، يخيّل إليّ أنّني أطير... قبل أن أكتشف طبعاً أنّني فشلت في تجنّب العدوّ المفلطح على الأرض، وتداعياته على ثيابي. أكمل طريقي وأنا أتصنّع أن شيئاً لم يكن. وبعد، فاليوم هو الثالث عشر من الشّهر، وكلّ شيءٍ جائز. صحيحٌ أنّني لا أبالي بهذي الأرقام، ولكن حين يعيش المرء في لبنان، يصبح كلّ يومٍ في الشّهر مصنّفاً ومدرجاً في خانة معيّنة. تصبح التّواريخ هي الأشخاص. وهي الأسماء التي نعلّقها على الجبين. يعني ممكن جداً أن تكون جملةٌ كالآتية مفهومةً تماماً، رغم كونها بعيدةً كلّ البعد عن الواقع: "مرّة، 14 آذار عزم 8 آذار عالغدا، وهونيك التقوا بـ17 أيّار، ولما شرّف 14 شباط، حطّوا هالورق الشدّة، وداروها لعبة 400." (صراحة؟ يخرب ذوقه هالآذار شو أخدها رهجة).
كلّ شيءٍ جائز في اليوم الثّالث عشر. أن يبلّلك الماء؛ أن تزلّ قدمك؛ أن تصدم سيّارتك، أن يهبط عليك نيزكٌ من السّماء... أو بالنّسبة للبعض الآخر أن تركب حافلة ذات صباح، تستمتع إلى ميراي أو نادين أو ريما وهي تخبرك عن الظّلم الذي يلحق باليوم الثالث عشر، أن تنظر من النّافذة، أن ترسم فوق البخار المتجمّع على الزجاج دوائرَ وأسماء، أن تتأمّل الطّريق المهرولة عكس التيّار، أن تبتسم للجالس بقربك... وفي غمضة عين، في التفاتة، في خاطرة مرّت في البال سريعاً ولم تبقَ، أن تنفجر الحافلة.. وينتهي كلّ شيء...
أحب الأيام التى تمطر جدا .. ولا أعبأ كثيرا لابتلال ملابسى أو دور البرد المحترم الذى سيجبرنى على التزام الفراش لفترة وقدرها كما أن اليوم الثالث عشر من الشهر عادة ليس سيئا معى إلى الدرجة فكل الأيام -بالنسبة لى- سواء
Mirage, شكراً عزيزتي. لأ هو صراحة لا أهتم بظاهرة التشاؤم من ال13 كثيراً، لكن أوردها بالإشارة إلى انفجار الحافلتين هنا أمس. فيبدو أنّ يوم 13 حقّق ذاته تماماً البارحة. أمّا بالنّسبة للمطر، فلنقل إنّني أفضّل أشهر الصّيف. اشتقت إليها. فالرؤية تكون عادةً أوضح.
c'est étrange comme tu c jouer avec les mots, tu fais sourire, puis réfléchir, tu attendris et pose des instants de tristesse… tout ça dans un seul texte.
Les voitures et les buses piégés c’est commun chez moi,… « La vie est courte, il faut en profiter… il faut vivre comme si tu devais mourir demain»… mal heureusement g rien compris a cette phrase, elle m’a mené a faire des conneries plus grosses que ma tête (et c peu de le dire), …. Peut être que pr toi elle aura un sens.
My their souls rest in peace and may the injured get well as soon as possible! God bless Lebanon, and I loved the way you put the story, first it was kind of comedy and at the end, the story starts to change into a drama, the drama and horror of killing innocent people! Sho zanbon? anyway nice story, w keep it up!
I am always impressed, actually, overwhelmed by ur writings Eve! U express urself in a way that really forces me to read everything u write to the end! Mwaaah! I miss u!
واضح إنك مش بتحبى المطر، ولا مش بتحبى يوم 13 بس؟؟
أحب الأيام التى تمطر جدا .. ولا أعبأ كثيرا لابتلال ملابسى أو دور البرد المحترم الذى سيجبرنى على التزام الفراش لفترة وقدرها
كما أن اليوم الثالث عشر من الشهر عادة ليس سيئا معى إلى الدرجة
فكل الأيام -بالنسبة لى- سواء
***
**
*
**
***
لديك قلم جميل .. وروح أجمل