كان صوتها المرتفع وسط الشّارع يزعجه، لا بل يضرم فيه الغيظ. وكم كان يكره ضحكتها الرّنانة، وطريقتها وهي تطوطح بذراعيها حين تمشي؛ لا بل، فوق كلّ ذلك، بالكاد يتحمّل صيحاتها فوق أذنيه حين تصاب بمفاجأة معيّنة أو تزفّ إليه آخر خبر. في الواقع، لا يعتقد أنّه التقى في حياته إنسانةً تعبّر عن نفسها بهذه البهجة المفرطة قبلاً قط. أخذ يعضوض شفتيه وهو يتساءل إن كان يمقتها من أجل ذلك، أم بالأحرى يحسدها عليه. لكن حين بدأت تقصّ عليه تفاصيل حلقةٍ أخرى من أحد مسلسلاتها المكسيكيّة المفضّلة، لم يشعر بنفسه إلا وهو ينتهرها بصوتٍ يجيش من الحنق: "حبّاً بالله! رفقاً بي! رحمةً بأذنيّ! أتوسّل إليك! فلتصمتي قليلاً!"
نظرت إليه بدهشةٍ. ساد صمتٌ مرتبك لفترةٍ وجيزة، قبل أن يتدارك الأمر ويشير بإصبعه كيفما اتّفق إلى الحديقة المجاورة: "أقصد أن أقول... أنظري... أليس جميلاً؟" "آه، كم هي رائعة! ألا تذكّرك بقرية السّنافر... لا انتظر بل بالجرار حيث اختبأ الأربعون حرامي في قصّة على بابا... لا، لا، بل بـ..." "صههههههه. أنصتي... ألا تسمعين؟" بدت عليها أمارات الحيرة لوهلة ولم تفهم. أمّا هو، فحار كيف عساه يقنعها بالإصغاء المطوّل والمتمعّن إلى صوت الصّمت. في نهاية الأمر، ما كان منه إلا أن رمى بعبارة في محاولةٍ يائسة أخيرة: "إنّ زهرةً على وشك أن تولد."
|
إنّ زهرةً على وشك أن تولد."
:)
و لما قال لها ذلك ..جلست بقربه صامتة تتأمل الأزهار إلى أن كسرت جدار الصمت قائلة ً أنت تطلب مني أن أصمت لأن هناك زهرة على و شك أن تولد ..!!
آه لو تدري بأنني أجتنب و أنا معك الصمت عسى أن تولد على شفاهك في خضم الحديث كلمة أحبك ....اللتي للآن على شفاهك بعد لم تولد .
hello eve when was the last time u passed by my blog :)
come over
c u there