منذ مدّة وأنا لا أفعل الأشياء التي أحبّها. منذ مدّة وأنا أنسى شحن هاتفي، أو أنظر إليه يرنّ بعناد. لا أفهم الأشخاص حولي، ولا أبذل مجهوداً عبثيّاً لفهمهم. لم أعد أبالي بالسّؤال. والسّؤال لم يعد يبالي بي. مسليّةٌ هذه اللّعبة التي نلعبها الآن. مضحكةٌ صورنا التي نجمّلها في عيون الآخرين، وجميلةٌ الشّخصية التي نختار أن نؤدّيها بإتقان. مملّةٌ تصرّفات الأشخاص الذين تعرف تماماً كيف سيتصرّفون. مملّون الأشخاص الذين لا يتخطّون توقّعاتك. مملّون الصّامتون الذين أعرف لماذا يصمتون. ومملّةٌ أنا حين أضطر إلى كتمان رغبتي بالصّراخ. مزعجٌ من تبهره الأنوار الخدّاعة، ومن تكبّله قواعد اللّعبة. محبطٌ من يردّه الفشل الأوّل على عقبيه. مرارةٌ أن يحيط بك من لا ينفكّ يخيّب آمالك، ساهياً، والأكثر مرارةً أن تستحيل هذه الخيبة أمراً عاديّاً. مؤلمٌ وجهك وأنت تفتح لي باب السيّارة. مؤلمٌ شكلي وأنا لا أسمع حديثك. مؤلمٌ حين تقول إنّك تفهمني وأنا أعرف أنّك لا تفهم. والأكثر إيلاماً... خوفك من شكلي بلا القناع.
مغريةٌ الوردة قبل أن تصطدم بالأشواك. |
It is called the game of life. A game with very clumsy rules