مضى الأسبوع الماضي كشهرين طويلين. لوهلةٍ، شعرت أنّني لست الإنسان نفسه الذي غادر هذا المكان قبل بضعة أيّام. لا أعرف إن كنت مستعدّةً للعودة إلى التّدوين بعد أم لا، ولكنّني أجرّب أن أخطّ انطباعاتي حول رحلتي الأخيرة.
- أوّلاً، كانت تجربة قيّمة جدّاً، لا سيّما حين تكون محاطاً بحوالى ثمانين امرأة، يحاولن خوض المعترك السياسيّ وسط سلسلة من العوائق والأحكام المسبقة. وفدن من عدّة بلدانٍ عربيّة، هي لبنان وفلسطين والأردن والعراق ومصر، تحمل كلّ منهنّ همومها الشّخصيّة ومشكلاتها المحليّة. صحيحٌ أنّ بعضاً منهنّ لم يكن له محلّ من الإعراب في ذلك المؤتمر (وعنوانه فوزوا مع النّساء)، إلا أنّ احتكاكي بالبعض الآخر كان مثيراً للاهتمام، من حيث التّعرف عن كثب إلى معاناة كلّ منهنّ؛ بعد أن باتت مشاهدة الأخبار الدّامية على شاشات التّلفزيون لا تخلّف فيّ أيّ أثر. وقد تضمنّت النّشاطات المسائيّة الإضافيّة حفلة راقصة، ورحلة إلى الحمّام التّركي، ورسماً بالحنّاء، وجولة في شارع شعبيّ. لأمكنني القول إنّني، بعد أيّام قليلة برفقتهنّ، شعرت بغصّة حين آن موعد الختام.
- ثانياً، في ظلّ أجواء التّوتّر والضّغوطات التي كنّا نتعرّض لها كمنظّمين، انبثقت العديد من المكبوتات (لن أقول "انفجرت"، للحساسية التي باتت تملكها هذه الكلمة!). كانت المرّة الأولى التي أختبر فيها ذلك في الأجواء المهنيّة: الجميع يلوم غيره على الأخطاء، وكلٌّ يرمق الآخر بعينٍ ملؤها الشّك. العمل كثير. يتطلّب منك الاستيقاظ من السّابعة صباحاً إلى ما بعد انتصاف الليل، كلّ يوم. وإذا ما صادفك، من حيث لا تدري، عشر دقائق حرّة، فلا بدّ من أن تستغلّها مهرولاً إلى غرفتك للاستلقاء، ولو قليلاً.
- ثالثاً، كلّ ما أنجزته من سياحةٍ في الأردن هو قضاء ساعتين في بترا. الآثار رائعة فعلاً، لكنّ اليوم ضاع بين ستّ ساعات للذّهاب إلى المكان والعودة منه، فستّ ساعات أخرى للعودة إلى لبنان في ظلّ بردٍ شديد وضباب كثيف. كنت متحرّقة شوقاً إلى مخدّتي، لدرجة أنّني نمت لساعةٍ متأخّرة من اليوم التّالي.
في النّهاية، آمل أن يثمر كلّ ذلك عن نتائج إيجابيّة. ولا تقلقوا، إذا ترشّحت أنا عن منصبٍ معيّن، سأخبركم كي تنتخبوني :-) ستنتخبوني، صحّ؟ |
سلام
سعيد فعلا بعودتك الي الكتابة
مسألة انتخابك ليس فيها شك شخصيا أتطوع لقيادة حملتك الانتخابية