هنا، ألوذ في هدأة هذا الليل براحةٍ من قيظ النّهار. هنا، أحوك في الفكر خواطر، وأولّد على الشّفة بنات. هنا، ابتسامات حنين ترجّع صدى طفولةٍ نائية، وقصص حبّ طواها الزّمن. هنا، حلمٌ بغدٍ أجمل
السبت، آذار ١٢، ٢٠٠٥
كلّنا للعلم
بمناسبة تكوين العلم البشري في ساحة الشّهداء، بمساعدة حوالى 11200 لبناني. عبر هذا الرّقم، دخل العلم البشري موسوعة غينيس، نظراً لأنّ الحدث المماثل السّابق (في ألمانيا) جمع 10370 شخص تقريباً. لرؤية صورةٍ للعلم اليوم، زر هذا الموقع.
يلتحم الجسد باللون، فيصير هو العلم وهو الهويّة. تصير الأجساد هي اللغة والجناح الذي تسافر عليه الكلمة. فتصدح، حين يسود الصّمت، بألف صرخةٍ مدوّية.
هناك وقفنا جميعاً، جنباً إلى جنب، تحت غطاء الألوان الثّلاثة، في قلب السّاحة التي صارت تألف أصواتنا، ورائحة ثيابنا، ومقدار الحبّ في عيوننا. وقفنا، مجهولين بالأمس، أحبّة اليوم، لنبلّغ الذين لم يسمعونا ولم يفهمونا أنّنا هنا حاضرون، وعلى خارطة هذه الأرض سنؤلّف لغةً جديدة.
حانت منّي التفاتةٌ إلى الأعلى، حيث السّماء الزّرقاء، أبحث عن أطياف ترمقنا من بعيدٍ، عن وجوه تبتسم إلينا من أزمنةٍ مختلفة. وبين شعاعين ذهبيّين، عرفت أنّهم حاضرون. في زوجٍ من الحمام، يطير وحيداً، أيقنت أنّهم علينا لساهرون. ثمّ أسدلت ناظريّ ورمقت مَن حولي، وعلى أنغام "كلّنا للوطن"، تبادلنا الابتسامات... سيكون كلّ شيءٍ على ما يرام.
في لحظةٍ واحدة، اختصرنا الوطن كلّه. في لحظةٍ، صار المكان أهمّ مكانٍ في الدّنيا، وصار الواقفون إلى جانبي مقتطَعين من أغنية وطنيّة، أو كتاب تاريخ. كانت تساورنا رغبةٌ في رؤية المشهد من الخارج، كما تراه عدسات المصوّرين عند الجامع، وفوق مبنى الفيرجن المجاور. لكنّنا، في داخلنا، كنّا ندرك أنّ المشهد من هنا له نكهةٌ خاصّة. فمددنا أيدينا إلى الأمام بكلّ ما أوتينا من قوّة، ورفعنا الأوراق الملوّنة من أجل من يشاهدنا، فيما المرشد يخبرنا كم هو أخّاذ جمالنا في هذه اللحظة. وحين وقفنا دقيقة الصّمت، استحال المكان أشبه بمصلى دينيّ حافل بالخشوع، كأنّنا جميعاً نعيش 14 شباط من جديد.
على طريق العودة، استوقفنا أصحاب المتاجر أثناء سيرنا. عندما نظرنا في عيونهم، ولمسَتْنا اللهفة في أصواتهم، عرفنا أنّ علمنا رفرف عالياً في قلوبهم، عالياً جدّاً حتّى استحال دموعاً مترقرقةً في المقل. ومن المكان الذي غادرناه، كان يصل إلينا صوت ماجدة: "عم بحلمك يا حلم يا لبنان.. إنت الهدايا بالعلب.. والكاس شي إنّو انسكب..."
بعد قليل، حين بلغت وأصدقائي مبنى السّوديكو شمالاً، تفرّق شملنا، ومضى كلٌّ إلى بيته متحرّقاً لرؤية إنجازه الخاصّ بالصّور والألوان. وأنا، أمسكت بورقتي الحمراء، وتابعت طريقي وما أزال أغنّي.
Thx Ramzi! Ahmad, I tried to save al balad's picture, but the whole front page was saved. That's why I added "check it today". Your last suggestion is Chinese for me :-)
... yislam hal timm.
I was 'white'.