من تابع محاولاتي الحثيثة للاستفادة من جواز سفري في رحلاتٍ قصيرة، خلال الآونة الأخيرة، وانتهائها، دائماً وأبداً، بالفشل، إليكم المغامرة الأحدث. اليوم سيّداتي سادتي، نودّع معاً مغامرة رومانيا التي "طلعت من المولد بلا حمّص". فبعد أن أنفقت الأيّام الأخيرة في ترجماتٍ حول تاريخ رومانيا، وأصلها وفصلها، وجغرافيّتها، وسياستها، ومنظّماتها، وحكّامها المتعاقبين، لا بل كدت عمّا قليل أتقن لغتها (استعداداً لرحلة عملٍ مكثّفة كان من المفترض أن تكشف لي عن النّجوم في عزّ الظّهر)؛ وبعد أن اجتحتُ جناح "سبينيس" لأتزوّد بما خفّ حمله وغلت قيمته من الشّوكولاتة والبسكويت (من يدري، لعلّهم لا يملكون شوكولا في رومانيا، على المرء أن يحتاط)؛ وبدأت أؤقلم نفسي مع فكرة الإقامة في مكان تتراوح فيه درجة الحرارة بين الأربع والعشر درجاتٍ مئويّة (هل ذكرتُ أنّني فعلاً لا أطيق الشّتاء؟)؛ إذا بالمشروع يُلغى في الدّقيقة الأخيرة، ولسببٍ لا يخطر في البال لا من قريبٍ ولا من بعيد! فلتسمعوا: "نظراً لرداءة الطّقس والأمطار الغزيرة في الفترة الأخيرة (قد ذكرت أنّني لا أطيق هذا الطّقس، صحّ؟)، فاضت المياه داخل السّفارة الرّومانيّة في لبنان، وأتت على آليّات إصدار تأشيرات الدّخول، فخلّفت فيها أعطالاً لا يُستهان بها، وبالتّالي: لا مجال لمنحكم الفيزا المنشودة، طقّوا موتوا!
تعقيباً على التّدوينة السّابقة، بدأت الأسئلة تطرح نفسها من حولي. فيبدو، يا جماعة، أنّ الطّائرة إلى رومانيا ستسقط، ولهذا فقد أُرسلت إليّ إشارةٌ لعرقلة هذه الرّحلة. البعض يقول إنّني كلّما أخبرت شخصاً إضافيّاً عن مشروعي هذا، قلّ احتمال نجاحه بالنّسبة نفسها التي أفصحت لها عنه؛ وبالتّالي، عندما يبلغ عدد الأشخاص الذي يعلم بأمر مشروعٍ معيّنٍ حدّاً معيّناً، فإنّ إنذاراًً يلعلع في السّماء معلناً أنّ هذا المشروع قد "انفكس". "صوته كصوت إنذارات الحريق. عندما يصدح، يسود الهلع وتجري الملائكة المشرفة على المشروع من ركنٍ إلى آخر، لتحاول إنقاذ شيء، أيّ شيء، لكنّها ما تلبث أن تسلّم جزعاً بهول الفاجعة، ويُسدَل السّتار على الموضوع برمّته. نعم، هكذا يجري الأمر يا إيف، ألا تعرفين؟". يبدو أنّني لم أكن أعرف. بالنّسبة للبعض الآخر، إنّ عدم مغادرتي تعني أنّ شيئاً ما يستدعي بقائي في لبنان هذا الأسبوع بالذّات، أو يمنع ذهابي إلى رومانيا في هذه الفترة نفسها، ولسوف يتكشّف لي الأمر عاجلاً أم آجلاً. هذا عدا عن التّفسيرات الأخرى التي تعزو الأمر إلى "النّصيب" أو "الحسد" أو "القدر" وما إلى ذلك من حكايا الجدّات. المهم، بانتظار إصلاح الأنابيب في السّفارة الرّومانيّة، وإعادة تنظيم المؤتمر والدّخول مجدّداً في دائرة المهل النّهائيّة، ينبغي على من كان يترقّب بينكم أخبار الشّباب الرّومانيّ وعيونه الزّرقاء أن يتريّث قليلاً. فمن يدري كيف ستؤثّر رياح الشّمال بعد على الحياة اليوميّة للبشر؟
حسنٌ انتهت الاستراحة، كفّوا عن العمل، وواصلوا جولتكم في عالم التّدوين! آه، ولا تنسوا: احفظوا لي قليلاً من الشّمس.
|
khayra bghaira ya Eve!
I don't think it's that complicated or carries more meaning that you didn't make it....it's just another trip you don't do..not a big deal...eljayat aktar inshalla and let the blue eyes wait longer....more suspence ya3ni ;)